بعد مرور أسبوع على حادثة وفاة سيدتين داخل مصحة جنان تادارت بمدينة الدار البيضاء أثناء الولادة، قررت الإدارة أخيرا الخروج عن صمتها وتقديم توضيحات حول الواقعة التي أثارت جدلا واسعا في أوساط الرأي العام. في تصريح لوسائل إعلامية أكدت الإدارة أن “المصحة سجلت حالتي وفاة فقط، وليس ثلاث وفيات كما تم تداولها في بعض وسائل الإعلام”، مشيرة إلى أنه قد تم إجراء تحقيق شامل حول الحادثتين.
وكانت حادثة وفاة السيدتين قد تفجرت الأسبوع الماضي، إثر وفاتهما في ظروف متشابهة أثناء خضوعهما لعمليات ولادة قيصرية في نفس اليوم. الحادثتان أثارتا تساؤلات كثيرة بين الأطباء والجمهور حول الأسباب التي أدت إلى هذه الوفيات المفاجئة، خاصة في ظل الظروف الصحية الجيدة التي كانت تتمتع بها السيدات قبل إجراء العمليات.
وأوضحت إدارة المصحة في تعليقها أن “التحقيقات لا تزال مستمرة”، مشيرة إلى أن لجنة مختصة من وزارة الصحة قد قامت بزيارة المصحة برفقة السلطات الأمنية لإجراء التحقيقات اللازمة. كما أضافت أن المصحة تنتظر نتائج التشريح الطبي واختتام التحقيقات لتقديم بيان رسمي شامل يوضح كافة التفاصيل.
وعن سبب تأخر البيان الرسمي، قالت الإدارة إن الأمر مرتبط بالتحقيقات الجارية، مؤكدة أن المصحة لم تخرج بأي تصريح إلا بعد التحقق الكامل من الظروف المحيطة بالحادثتين. وقالت الإدارة: “نحن نأسف لهذه الحوادث، وهذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحالة منذ افتتاح المصحة في عام 2023، حيث تم إجراء حوالي 2752 عملية ولادة قيصرية دون تسجيل أي حالة وفاة”.
الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان تتدخل في القضية
من جهة أخرى، كانت القضية قد لقيت اهتماما كبيرا من قبل عدد من الجمعيات الحقوقية، خاصة الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المال العام، التي دخلت طرفا مدنيا في القضية. وأكد رئيس الجمعية، عبد الإله طاطوش، في تصريحات سابقة أنهم تقدموا بشكاية إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء مطالبين بفتح تحقيق قضائي في الحادثة.
وقد كشفت الجمعية في شكايتها أن حمزة، زوج الضحية كنزة، التي كانت تبلغ من العمر 23 عاما، تقدم بطلب مؤازرة للجمعية بعد وفاة زوجته أثناء عملية الولادة في 7 يناير 2025 بمصحة جنان تادارت. وأشار حمزة إلى أن زوجته كانت تحت إشراف طبيب مختص طوال فترة حملها، وأن جميع الفحوصات الطبية كانت تشير إلى أن حالتها الصحية وحالة الجنين كانت طبيعية قبل موعد الولادة.
ومع تصاعد الجدل حول هذه الحادثة، يظل الجميع في انتظار نتائج التحقيقات التي قد تكشف عن الملابسات الحقيقية لهذه الوفيات، وسط مطالبات بضرورة تحسين ظروف الرعاية الصحية وتوفير ضمانات أكثر للمرضى في المصحات الخاصة.