الأكثر مشاهدة

بشائر الأمطار.. السدود المغربية تتنفس الصعداء وتتجاوز 5 مليارات متر مكعب

أحيت التساقطات المطرية الأخيرة التي عمت أرجاء واسعة من المملكة، آمال الفلاحين والمواطنين على حد سواء، بعدما ضخت دماء جديدة في عروق السدود المغربية، مخرجة إياها من “عنق الزجاجة” في ظل أزمة إجهاد مائي دامت لسنوات.

وفقا لآخر المعطيات الصادرة عن منصة “الما ديالنا” (Maadialna) بتاريخ 17 دجنبر 2025، فقد قفز الحجم الإجمالي للموارد المائية المخزنة بالسدود إلى 5400 مليون متر مكعب. هذا الرقم رفع نسبة الملء الوطنية إلى 32.2%، مسجلا تطورا ملموسا مقارنة بالأسابيع الماضية، بفضل “الغيث” الذي جادت به السماء على مناطق الشمال والوسط والمناطق الجبلية.

خريطة “التفاوتات”: اللوكوس يتصدر وأم الربيع يعاني

رغم هذه الأرقام المتفائلة وطنيا، إلا أن لغة الأرقام تكشف عن تباين صارخ بين الأحواض المائية:

- Ad -
  • في الصدارة: سجل حوض اللوكوس نسبة ملء بلغت 46.9%، يليه حوض تنسيفت بـ 46.7%، وحوض سبو بـ 40.6%.
  • تحت المجهر: لا يزال حوض أم الربيع، الذي يعد شريانا حيويا للري والشرب، يعيش وضعا مقلقا بنسبة ملء لا تتجاوز 9.4%.
  • منطقة الشرق والجنوب: لا تزال الواردات المائية في هذه المناطق، ومن ضمنها الجهة الشرقية، غير كافية لتعويض العجز التراكمي، مما يبقي الوضع المائي فيها تحت طائلة “الهشاشة”.

تحسن لا يعني “نهاية الأزمة”

ويرى خبراء أن هذه الأمطار، رغم كونها “استراحة محارب” ضرورية، إلا أنها لا تستطيع محو آثار سنوات متتالية من الجفاف الحاد. وتؤكد السلطات أن الاستراتيجية الوطنية لتأمين الماء، عبر بناء سدود جديدة، وتحلية مياه البحر، ومعالجة المياه العادمة، تظل هي الرهان الحقيقي لمواجهة التغيرات المناخية المتقلبة.

ويبقى الأمل معلقا على ما ستجود به الأسابيع المقبلة من أمطار لتجديد الاحتياطات، مع استمرار دعوات السلطات بضرورة “عقلنة” استهلاك الماء والحفاظ عليه كعملة نادرة لا تقبل التبذير.

مقالات ذات صلة