أعلنت شركة أورنج المغرب عن تحالف استراتيجي مع العملاق السويدي إريكسون، إيذانا بمرحلة جديدة في المشهد الرقمي المغربي، حيث تتحول الشبكات من خطوط وأسلاك إلى بيئة ذكية تحتضنها السحابة وتنبض بتقنيات الجيل الخامس.
هذه الشراكة ليست صفقة تجارية عابرة، بل هي قطعة جديدة تركب في فسيفساء “المغرب الرقمي 2030″، الرؤية الوطنية التي تسعى إلى جعل المملكة محطة رقمية إقليمية، لا فقط مستهلكا للتكنولوجيا، بل لاعبا فاعلا في صناعتها واحتضانها.
وفقا لما أعلنت عنه أورنج، فإن الاتفاقية ستمكن من دمج تقنيات 5G Core والبنية السحابية الأصلية،.. ما يعني – بلغة أبسط – أن التطبيقات والخدمات الرقمية لن تكون محصورة في أجهزة مركزية،.. بل ستعيش في “السحابة” وتنتقل بسرعة البرق بين المستخدمين، مما يفتح الأبواب أمام ثورة في مجالات مثل الرعاية الصحية عن بعد، والتنقل الذكي، والتعلم الرقمي.
هندريك كاستيل، الرئيس التنفيذي لأورنج المغرب، قالها بوضوح: “نحن لا نحدث شبكة فقط، نحن نعيد تعريف الطريقة التي يتفاعل بها المغاربة مع العالم الرقمي.”
من جهتها، وصفت ماجدة لحلو كاسي، رئيسة إريكسون المغرب، المشروع بأنه “رسالة التزام تجاه المغرب الرقمي”،.. مؤكدة أن هذه الشراكة تعكس إرادة مشتركة لتسريع التنمية التكنولوجية في البلاد.
لكن الطريق نحو الجيل الخامس ليس مفروشا بالألياف البصرية وحدها. فرغم أن تقارير شركة فيتش سوليوشنز ترى في السياسة الحكومية الرقمية بيئة خصبة لانطلاق 5G،.. إلا أن التحديات الاقتصادية واللوجستية لا تزال قائمة. ارتفاع تكلفة البنية التحتية، وحاجة البلاد إلى تأهيل الموارد البشرية،.. إضافة إلى تعقيدات التغطية الجغرافية، كلها عوامل قد تبطئ من زخم هذا التحول.
ومع ذلك، فإن تقاسم البنية التحتية بين المشغلين، وخصوصا بين اتصالات المغرب وإنوي،.. يبعث برسالة مفادها أن “الرقمنة” في المغرب لم تعد حكرا على المنافسة، بل صارت مجالا للتكامل الاستراتيجي.