أثار مسلسل “عائلة سيمبسون” في حلقته التي عرضت يوم 16 نوفمبرمن الموسم السابع والثلاثين موجة اعتراضات واسعة، بعد أن أنهى صناعه ظهور شخصية أليس غليك، عازفة الأرغن في كنيسة سبرينغفيلد، في مشهد مفاجئ بدا وكأنه يطوي صفحة تمتد منذ أوائل التسعينيات.
ظهرت أليس في الحلقة وهي تلقي عظة داخل الكنيسة قبل أن تسقط ميتة، في لحظة اعتبرها محبو العمل صادمة وغير متوقعة. وأكد فريق الإنتاج أن هذه النهاية “نهائية وغير قابلة للعودة”، لتغادر بذلك واحدة من الشخصيات التي ارتبط بها الجمهور على مدار أكثر من ثلاثة عقود.
منذ 1991… مسار شخصية عابرة تحولت إلى عنصر راسخ
دخلت أليس غليك عالم السيمبسون عام 1991، لتصبح مع مرور المواسم إحدى الشخصيات الثانوية المحببة لدى المشاهدين. وقد أدت صوتها أولا الممثلة الراحلة كلوريس ليتشمان، قبل أن تتولى تريس ماكنيلي المهمة بعد وفاة ليتشمان سنة 2021، وتستمر في تجسيد الدور لعشرات المواسم.
ورغم أن أليس سبق أن اختفت درامياً ثم عادت مجددا في مواسم مختلفة، شدد المنتجون هذه المرة على أن القرار نهائي ولا مجال للتراجع عنه.
المنتج التنفيذي تيم لونغ أكد أن أليس “ستعيش من خلال موسيقاها”، لكنه أشار في المقابل إلى أن وجودها ضمن السرد الدرامي انتهى بالكامل. وجاء هذا التصريح في محاولة لطمأنة جمهور بدا غير راضٍ عن طريقة مغادرة الشخصية.
منصات التواصل امتلأت بتعليقات غاضبة عبر خلالها المتابعون عن صدمتهم من القرار. واعتبر الكثيرون أن المسلسل أصبح يلجأ إلى إنهاء حياة الشخصيات بوتيرة أكبر من المعتاد، مستشهدين برحيل شخصية لاري “ذا بارفلاي” العام الماضي بطريقة مشابهة.
آخرون رأوا أن توالي هذه القرارات يحول المسلسل إلى مساحة “ثقيلة دراميا”، خصوصا بعد الجدل الذي أثاره في وقت سابق مشهد تخيلي ظهرت فيه مارغ سيمبسون ميتة، قبل أن يوضح صناع العمل أن الأمر مجرد سيناريو افتراضي.
ورغم الضجة المرافقة لرحيل أليس غليك، يؤكد المنتج التنفيذي مات سلمان أن ردود الفعل الغاضبة تعكس قوة ارتباط الجمهور بالشخصيات، معتبرا أن ذلك دليل على أن العمل ما يزال يحتفظ بثقله وتأثيره بعد أكثر من 35 عاما على بداية عرضه عام 1989 على قناة فوكس.
ويواصل المسلسل مسيرته بنجاح، بعدما حصد 37 جائزة إيمي وحصل خلال هذا العام على تجديد لأربعة مواسم جديدة، في مؤشر على أن “عائلة سيمبسون” ما تزال جزءا أساسيا من ذاكرة التلفزيون الأميركي، مهما تعاظمت موجات الجدل حول خياراته الإبداعية.


