في خطوة أثارت جدلا واسعا على الساحة الخليجية، أصدرت السلطات الكويتية مرسوما يقضي بسحب الجنسية من الداعية المعروف طارق السويدان، بعد موافقة مجلس الوزراء وعرض النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على أمير الكويت مشعل الأحمد الصباح.
المثير في القرار هو أن المرسوم لم يوضح المادة القانونية التي استند إليها في سحب جنسية السويدان، فيما تعرف الكويت سابقا بسحب الجنسية في حالات الازدواجية، الغش والتزوير، أو الحصول عليها تحت مسمى الأعمال الجليلة، إضافة إلى ما يعتبر في مصلحة الدولة العليا.
طارق السويدان، المولود بالكويت سنة 1953، هو باحث وكاتب ومؤرخ وإعلامي ومدرب في الإدارة والقيادة، وبرز إعلاميا من خلال برامجه التلفزيونية التي تتناول التاريخ الإسلامي وتنمية القدرات والفكر القيادي، وهو أحد المناصرين لجماعة الإخوان المسلمين. كما شغل منصب مدير قناة الرسالة قبل أن يقال على خلفية معارضته للانقلاب العسكري في مصر ودعمه للإخوان.
يذكر أن اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية كانت قد أعلنت في ديسمبر 2024 عن سحب الجنسية من 3701 حالة، ما يعكس تشديد الدولة على القوانين المتعلقة بالجنسيات، ويثير تساؤلات حول المعايير التي تعتمدها السلطات في اتخاذ مثل هذه القرارات.
ويفتح هذا القرار باب النقاش حول حدود حرية التعبير والنشاط الإعلامي في الكويت، ودور الدولة في التحكم بالهويات والجنسية، وسط متابعة واسعة من الرأي العام المحلي والدولي.


