أسدلت العدالة الفرنسية الستار على واحد من أكثر ملفات الفساد إثارة داخل سلك الشرطة بضواحي باريس، بعدما أيدت المحكمة الإدارية بـ “سيرجي بونطواز” قرار العزل النهائي في حق ضابط، تورط في علاقات مشبوهة وشبكة مصالح وصفت بـ “الأخطبوطية”.
التحقيقات التي باشرتها الشرطة كشفت أن الضابط الذي كان يشتغل بمدينة “فيلنوف لا غارين”، خرج عن جادة الصواب المهني، ليتحول إلى “ذراع أيمن” لصاحب شركة خاصة بقطاع “المحاجز وسحب السيارات” (Depannage). العلاقة لم تكن مهنية، بل وصلت حد وصف الضابط لصاحب الشركة بـ “أخي”، مقابل حزمة من الامتيازات التي لا تليق برجل أمن.
عطل بالمغرب وهدايا “باذخة”
ما أثار ذهول المحققين هو “قائمة المشتريات” التي حصل عليها الضابط مقابل خدماته؛ حيث كان يتلقى هدايا “فاخرة” تشمل رحلات سياحية مدفوعة التكاليف إلى المغرب، وعمليات لـ “زراعة الشعر”، بالإضافة إلى دراجة نارية (Scooter) بقيمة 12 ألف يورو، وملابس من أرقى الماركات العالمية. وخلال مداهمة منزله، عثرت السلطات على علب فارغة لمنتجات “ديور” و”لوبوتين”، ما عكس نمط عيش يفوق بكثير دخله كشرطي.
ولم يتوقف الأمر عند الهدايا، بل أكد شهود عيان أن الضابط كان يتصرف كـ “بلطجي” (Homme de main)، حيث كان يقوم بترهيب الموظفين والخصوم وهو يضع “مسدسه الوظيفي” على خصره، بالإضافة إلى ولوجه غير القانوني لقواعد بيانات الشرطة السرية لمسح الآثار القضائية عن شركائه.
المحكمة اعتبرت أن سلوك هذا الضابط يشكل “إهانة لا تغتفر” لصورة الشرطة الوطنية الفرنسية، مؤكدة أن قرار عزله كان “متناسبا” تماما مع خطورة الأفعال المنسوبة إليه، ليطوى بذلك ملف “الشرطي الذي باع شرفه المهني مقابل رحلة للمغرب وقميص ماركة”.


