في خطوة وصفت بـ “الاستراتيجية” لتعزيز السيادة الصناعية والدفاعية للمملكة، كشفت معطيات حصرية، وفقا لما أوردته جريدة “الصحيفة” نقلا عن مصدر مطلع، أن المغرب يدرس بجدية إمكانية إرساء لبنات أول مصنع محلي لإنتاج الدبابات القتالية ابتداء من سنة 2026. ويأتي هذا التوجه الطموح في إطار رؤية ملكية بعيدة المدى تروم تقليص الاعتماد على الخارج في مجال التسليح البري وبناء قاعدة صناعية عسكرية وطنية صلبة.
وحسب ذات المصادر التي نقلت عنها “الصحيفة”، فإن خيار الشراكة الدولية يعد الركيزة الأساسية لهذا المشروع، حيث يبرز اسم “الهند” كشريك محتمل بقوة. ويأتي هذا الاحتمال في ظل تنامي العلاقات الدفاعية بين الرباط ونيودلهي، خاصة بعد الافتتاح التاريخي لمصنع شركة “تاتا أدفانسد سيستمز” بالمنطقة الصناعية لبرشيد قبل شهور، وهو المشروع الذي مهد الطريق تقنيا ولوجستيا للانتقال نحو صناعات عسكرية أكثر تعقيدا.
من المدرعات إلى “دبابات القتال”
ويشير المصدر المطلع إلى أن نجاح تجربة المركبات المدرعة ببرشيد شكل “أرضية مشجعة” للتفكير في تصنيع دبابات قتالية، سواء لتلبية احتياجات القوات المسلحة الملكية أو لفتح آفاق التصدير مستقبلا. ولفتت المصادر إلى أن الهند، التي تمتلك خبرة وازنة في إنتاج دبابات محلياً مثل طراز “Arjun”، قد توفر التكنولوجيا اللازمة لإنتاج نسخة مماثلة أو مطورة داخل المغرب.
ورغم قوة “الخيار الهندي”، أكد المصدر أن المشروع لا يزال في مرحلة الدراسة والتقييم، ولم يتم الحسم بشكل نهائي في هوية الشريك الصناعي أو طبيعة الدبابة المرتقبة. إذ يخضع القرار النهائي لمعايير مغربية صارمة، على رأسها:
- مدى القدرة على نقل التكنولوجيا المتقدمة للمملكة.
- رفع نسبة الإدماج المحلي في العملية التصنيعية.
- الملاءمة التقنية والكلفة مع المتطلبات الميدانية للجيش المغربي.
ويندرج هذا المشروع ضمن سياق أوسع من المبادرات التي أطلقها المغرب لتحديث إطاره القانوني المنظم للصناعات العسكرية وتهيئة مناطق صناعية ذات قيمة مضافة عالية. فمن خلال استقطاب الكفاءات الهندسية الوطنية وتطوير البنية التحتية، تسعى المملكة إلى الانتقال من مرحلة “التجميع” إلى “الصناعة المحلية الخالصة”، بما يضمن مواكبة التحولات الجيوسياسية المتسارعة وتعزيز مكانة المغرب كقطب صناعي دفاعي رائد في القارة الإفريقية.