لم تدم رحلة الفرار طويلا؛ فقد أسدلت الشرطة الإسبانية الستار على “مغامرة” ثلاثة شبان من منطقة “ليمبورغ” البلجيكية، بعد مطاردة دولية بدأت برصاصات غادرة في مدينة “جينك” وانتهت بالأصفاد فوق الأراضي الإيبيرية، بينما كانت وجهتهم النهائية هي الاختباء داخل التراب المغربي.
رصاص في “تيرمين” ومعجزة في النجاة
تفتقت خيوط هذه القضية يوم الاثنين الماضي، حينما اهتز حي “تيرمين” بمدينة “جينك” على وقع انفجارات ناتجة عن طلقات نارية بالقرب من مركز الشباب (TNT). هناك، عثرت فرق الإغاثة على شاب في الـ24 من عمره يسبح في دمائه، بعدما اخترقت جسده أربع إلى خمس رصاصات في مشهد دموي مروع. وبحسب التقارير الطبية، فقد نجا الشاب بمعجزة، إذ رغم اختراق الرصاص لجسده، إلا أنه لم يصب أي عضو حيوي، لتستقر حالته بعد ليلة قضاها بين الحياة والموت.
الأبحاث التي قادتها الشرطة القضائية الفيدرالية بـ”ليمبورغ” سرعان ما فككت شفرات الحادث، واضعة إياه في سياق “حروب العصابات” وتصفية الحسابات المرتبطة بعالم الاتجار في المخدرات. وترى السلطات البلجيكية أن هذه المحاولة ليست معزولة، بل ترتبط بسلسلة من الحوادث المماثلة التي شهدتها المنطقة مؤخرا، مما يؤشر على صراع نفوذ محتدم بين شبكات ترويج الممنوعات.
فخ إسباني يجهض “خطة الهروب”
بعد تحديد هوياتهم بدقة، تبين أن المشتبه فيهم الثلاثة غادروا الأراضي البلجيكية فور تنفيذ عمليتهم، متخذين مسارا بريا عبر فرنسا وصولا إلى إسبانيا، حيث كان مخططهم يقتضي عبور مضيق جبل طارق نحو المغرب للإفلات من قبضة القضاء الأوروبي.
غير أن التنسيق الأمني الدولي والتعميم الفوري لمذكرات البحث حال دون إتمام “خطة النجاة”؛ حيث جرى اعتراضهم واعتقالهم من طرف الأمن الإسباني. ويقبع الثلاثي حاليا خلف القضبان في إسبانيا، في انتظار إنهاء إجراءات تسليمهم للسلطات البلجيكية، ليمثلوا أمام قاضي التحقيق بمدينة “تونغرين” لمواجهة صك الاتهام الثقيل الذي ينتظرهم.


