في قراءة فنية تحمل الكثير من الخبرة بـ “خبايا” القارة السمراء، خرج المدرب الفرنسي الداهية، كلود لوروا، بتصريحات مثيرة للجدل، وضع من خلالها المنتخب المغربي والناخب الوطني وليد الركراكي أمام مرآة الحقيقة، تزامنا مع احتضان المملكة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
إنصاف الركراكي.. “مهمة انتحارية”
لوروا، الذي يعد واحدا من أعظم العارفين بالكرة الإفريقية، أعرب عن اندهاشه الشديد من حجم الانتقادات التي تطال الركراكي، مؤكدا أن ما حققه الأخير ببلغ المربع الذهبي في مونديال قطر يعد “إنجازا تاريخيا” يستحق الدعم لا التشكيك. واعتبر لوروا أن تدريب “أسود الأطلس” يظل “مهمة صعبة للغاية”، خاصة عندما يكون المدرب وطنيا، حيث يرتفع سقف التوقعات الجماهيرية إلى مستويات تضع أي تقني تحت ضغط رهيب.
وفي تحليله لحظوظ المغرب في “الكان” الحالي، لم يتردد لوروا في ترشيح الأسود كـ “الأوفر حظا” عطفا على تفوقهم الفني، التكتيكي، والبدني. لكنه في المقابل، وضع يده على “الجرح القديم”، محذرا من “عائق نفسي” قد يحرم المغاربة من اللقب فوق أرضهم.
وقال لوروا بوضوح: “نعرف تاريخيا أن هناك هشاشة مغربية في المسابقات الكبرى، باستثناء كأس العالم.. اللاعبون قد يدخلون في حالة من التردد أو الانغلاق الذهني بسبب الضغط”.
واعتبر لوروا أن تجاوز هذا العائق النفسي هو “العامل الحاسم” لإنهاء سنوات الانتظار الطويلة. ولم يكتف بالتشخيص بل قدم “الوصفة”، مؤكدا على ضرورة الاستعانة بمختصين في “الإعداد الذهني” لمواكبة اللاعبين، حتى يتمكنوا من تحويل ضغط الجماهير والتوقعات الكبرى إلى طاقة إيجابية فوق الميدان بدلا من الانكماش.
جدير بالذكر أن كلود لوروا يمتلك ذكريات “خاصة” مع المغرب، حيث سبق له أن حرم الأسود من نهائي 1988 بالدار البيضاء عندما كان مدربا للكاميرون وتوج حينها باللقب، وهو ما يجعل لتحذيراته اليوم وزنا إضافيا في أوساط المتتبعين.


