في الوقت الذي كانت فيه الجماهير المغربية تحتفل بنشوة الانتصار العريض أمام زامبيا في الجولة الثالثة من كأس أمم أفريقيا 2025 بثلاثية نظيفة، خرج الناخب الوطني وليد الركراكي بتصريحات “واقعية” اتسمت بالكثير من الحذر والصرامة الفنية، رافضا الانسياق وراء لغة “النتائج البراقة” التي قد تخفي وراءها ثغرات تقنية يسعى الطاقم التقني لمعالجتها قبل الأدوار الحاسم من “الكان”.
وبنبرة الواثق والمدرك لخبايا المستديرة، صرح الركراكي عقب اللقاء: “لن أقع في الفخ وأقول إن كل شيء كان مثاليا لمجرد أننا فزنا بثلاثة أهداف لصفر”. وأضاف الناخب الوطني بوضوح أن هذا اللقاء ليس بالضرورة “المباراة المرجعية” التي يبحث عنها، مشددا على أن السياق العام للمباراة يتغير كليا بمجرد تسجيل هدف مبكر، وهو ما افتقده المنتخب في مباريات سابقة.
لغة الأرقام أمام “الانسياق العاطفي”
ودافع الركراكي عن فلسفته التقنية بالعودة إلى مباراة مالي، معتبرا أن الحكم عليها كان “عاطفيا” ويفتقر للتحليل الهادئ. وأوضح بلغة الأرقام: “ضد مالي كانت لدينا نسبة استحواذ بلغت 63%، ولم يستقبل مرمانا سوى تسديدة واحدة كانت من ضربة جزاء.. لو سجل الكعبي أو النصيري فرصهما لتغيرت نظرتكم للمباراة تماما”. وأكد أن مشكلة المنتخب تكمن في “الفعالية” أمام المرمى، حيث يسدد الفريق 15 أو 16 مرة لكن بمعدل تأطير ضعيف، محذرا من أن “بطل إفريقيا سيكون هو الفريق الأكثر واقعية وفعالية”.
رهان الثقة وحماية “الكعبي”
وحول اختياراته البشرية، كشف الركراكي عن سر إشراكه لأيوب الكعبي أساسيا رغم الضغوط، قائلا: “كان خياري هو الإبقاء على أيوب ومنحه الثقة التي يحتاجها.. المهاجم يعيش بالثقة، وعندما يشعر بدعم مدربه يصبح أكثر حركية وفعالية”. كما وجه رسالة تقدير للجماهير المغربية، مؤكدا أنه لا يمانع الانتقادات البناءة ما دام الدعم حاضرا فوق أرضية الملعب، واصفا التلاحم بين اللاعبين والجمهور في المباراة الأخيرة بـ “الاتحاد المرجعي”.
واختتم الركراكي حديثه برسالة تحذيرية للاعبين والمحيط الرياضي: “يجب ألا نغتر بهذا الفوز أو نبالغ في الاحتفال.. علينا أن نبقي أرجلنا على الأرض ونواصل العمل بنفس التواضع إذا أردنا الذهاب بعيدا في هذه البطولة”.


