استيقظت منطقة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء 30 دجنبر، على وقع فاجعة مؤلمة هزت هدوء الصباح الباكر؛ حيث لقي شخص في الخمسينيات من عمره مصرعه تحت عجلات قطار، في حادث مأساوي وقع على مستوى الخط السككي الرابط بين البرنوصي وحدود منطقة زناتة.
وفور علمها بالواقعة، هرعت إلى عين المكان فرق التدخل التابعة للوقاية المدنية وعناصر الأمن الوطني، مدعومة بفرقة الشرطة التقنية والعلمية التي باشرت مسحا دقيقا لمسرح الحادث. الضحية، الذي يظهر من ملامحه أنه في عقده الخامس، ظل “مجهول الهوية” حتى لحظة كتابة هذه السطور، لعدم حيازته على وثائق ثبوتية، مما استدعى تكثيف التحريات لتحديد هويته وإبلاغ ذويه.
وتحت إشراف مباشر من النيابة العامة المختصة، فتح بحث قضائي دقيق لكشف ملابسات تواجد الهالك فوق السكة الحديدية في ذلك الوقت المبكر من الفجر. وبعد استكمال المعاينات الميدانية اللازمة، جرى نقل جثمان الفقيد عبر سيارة نقل الأموات صوب المركز الوطني للطب الشرعي “الرحمة”، لإخضاعه لتشريح طبي دقيق يحدد الأسباب الحقيقية للوفاة ويساعد في التحقيقات الجارية.
هذا الحادث الأليم يعيد إلى الواجهة ملف السلامة الطرقية والسككية في النقط السوداء التي تعرف عبورا غير آمن للمواطنين فوق القضبان، خاصة في الفترات التي تنعدم فيها الرؤية أو يقل فيها التركيز، مما يحول السكك الحديدية إلى “فخاخ” تبتلع الأرواح في غفلة من الزمن.