في خضم تصاعد التوترات حول ملف القاصرين غير المرافقين بسبتة المحتلة، أطلق حزب “فوكس” اليميني في المدينة اتهامات شديدة اللهجة تجاه السلطات المغربية، داعيا الحكومة الإسبانية إلى التدخل العاجل من أجل فرض تنفيذ اتفاق ترحيل الأطفال المغاربة غير المصحوبين.
جاء ذلك على خلفية ما وصفه الحزب بوجود “عرقلة متعمدة” من جانب المغرب، حيث اتهمه بـ”تشجيع الهجرة غير النظامية” و”منع الأسر المغربية من استعادة أطفالها المحتجزين داخل مراكز الاستقبال بالمدينة”.
وقال خوان سيرخيو ريدوندو، زعيم “فوكس” بسبتة، إن الوضع بات مقلقا إلى درجة وصفها بـ”الاختطاف المنظم”، متهما الرباط بـ”تسهيل” مغادرة القاصرين نحو المدينة الإسبانية عبر منافذ غير رسمية، والمساهمة في انهيار منظومة الإيواء داخل المدينة، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة تدفقا جديدا لـ54 طفلا، العديد منهم دخلوا عن طريق السباحة من منطقة “تاراخال”.
ووفق إفادة الحزب، فإن سبع أسر مغربية على الأقل عبرت عن رغبتها في استعادة أطفالها، لكنها اصطدمت برفض قوات الدرك المغربي السماح لها بالاقتراب من المعبر الحدودي لاستقبال أبنائها.
ولم يتوقف “فوكس” عند اتهام الرباط فقط، بل صب جام غضبه أيضا على الحكومة المركزية الإسبانية، متهما الحزبين الكبيرين، الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي، بـ”التواطؤ” والصمت تجاه ما أسماه “استعمال المغرب للأطفال كسلاح سياسي”.
واعتبر ريدوندو أن فشل مدريد في تنفيذ اتفاقيات الإعادة الثنائية مع الرباط يعد “تخليا عن المسؤولية”، داعيا إلى تفعيل فوري لبروتوكولات ترحيل القاصرين عندما تكون هناك أسر مستعدة لتحمل مسؤولية أبنائها.
ورغم التحذيرات التي تطلقها جهات حقوقية وقانونية بشأن ضرورة احترام مبدأ “مصلحة الطفل الفضلى”، يتمسك حزب “فوكس” بأن العودة إلى أسرهم تمثل الحل الأفضل لعدد كبير من هؤلاء الأطفال، مؤكدا أن هناك قاصرين دخلوا سبتة بعد تعرضهم للخداع أو التلاعب.
في الأثناء، تواصل مصالح رعاية الطفولة في المدينة جهودها لاستقبال الوافدين الجدد، في انتظار أن تفعل الآليات الثنائية التي تسمح بإعادتهم إلى ذويهم في حال ثبتت الوصاية القانونية أو توفرت الرغبة الأسرية الحقيقية في استرجاعهم.