الأكثر مشاهدة

اعتقال شاب بتهمة تهديد رئيس الحكومة بالتصفية يفتح نقاش حدود حرية التعبير

ارتباك كبير أثاره منشور على موقع “فايسبوك”، كاد أن يمر دون انتباه لولا طبيعته الصادمة التي قلبت الأمور رأسا على عقب. مساء الثلاثاء 27 ماي، نفذت المصالح الأمنية بمدينة أكادير، بتنسيق مع الفرقة الوطنية للجرائم الإلكترونية بالرباط، عملية توقيف دقيقة انتهت بإلقاء القبض على شاب ثلاثيني، بعد أيام من كتابته تدوينة تهديد صريح موجهة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش.

بدأت فصول هذه الواقعة حين نشر الموقوف، الذي يعمل كعامل بسيط،.. تدوينة مزدوجة باللغتين العربية والأمازيغية على حسابه الشخصي، هاجم فيها رئيس الحكومة بحدة بسبب الارتفاع المتزايد في أسعار المواد الأساسية. ورغم أن التذمر من غلاء المعيشة صار شائعا، فإن ما جعل هذه التدوينة محل متابعة قضائية هو تضمنها لعبارات خطيرة وتهديد مباشر بالتصفية الجسدية وتحريض واضح على العنف، ما دفع رئيس الحكومة نفسه إلى تقديم شكاية رسمية لدى الفرقة الوطنية بالرباط.

مصادر “آنفا نيوز” أفادت بأن تعليمات صدرت بشكل عاجل لتعقب مصدر التهديد،.. ليتم تحديد موقع المشتبه فيه بمدينة أكادير. انتقلت فرقة خاصة إلى المكان، حيث تم توقيف المعني بالأمر دون مقاومة، في مشهد لم يتوقعه محيطه الاجتماعي. الشاب، الذي لا يتجاوز عمره 35 سنة، بدا مصدوما من حجم التداعيات التي خلفها منشوره.

- Ad -

التحقيق مستمر.. والدوافع مجهولة

التحقيقات لا تزال جارية في محاولة لفهم الدوافع الحقيقية لهذا التهديد غير المسبوق،.. وسط تساؤلات حول ما إذا كان الأمر فعلا فعلا فرديا، أم أن جهات ما دفعت الشاب إلى استعمال خطاب متهور تجاوز حدود النقد. الملف أثار جدلا واسعا خاصة أن رئيس الحكومة، المعروف بتجاهله المتعمد للانتقادات الموجهة إليه في الفضاء الرقمي،.. يضع لأول مرة شكاية رسمية ضد فاعل محدد في قضايا تتعلق بالتدوينات.

تضع هذه الحادثة النقاش مجددا على طاولة الرأي العام بين حدود حرية التعبير وحرية التهديد،.. في وقت تصاعدت فيه الأصوات الناقدة للغلاء، وتحولت المنصات الاجتماعية إلى ساحة تفريغ يومية للغضب الشعبي. وبين من يرى أن هذه التدوينة مجرد انفعال إلكتروني،.. ومن يعتبرها تهديدا حقيقيا لأمن الشخصيات الرسمية، يبقى الفيصل في يد القضاء.

مقالات ذات صلة