شهدت السنوات الثلاث الماضية تأثيرات سلبية على القطاعات الحيوانية،.. وخاصة قطاع الأبقار الحلوب وإنتاج الألبان الذي شهد انخفاضا بنسبة 10٪ خلال عام 2022.
في محاولة لتحفيز وتجديد قطيع الأبقار الحلوب، اتخذت الحكومة قرارا بمنح دعم مالي لاستيراد أبقار الألبان، حيث سيتم صرف 6000 درهم للرأس، بالإضافة إلى دعم الاقتناء من السلالات المحلية التقليدية بقيمة 3000 درهم للرأس.
تأتي هذه الخطوة في ظل حالة حرجة تعيشها القطاعات الحيوانية حاليا. فعلى ويقدر انخفاض قطيع الأبقار الحلوب على المستوى الوطني بنسبة 5٪، فيما تصل هذه النسبة إلى 50٪ في بعض المناطق. وتتميز تطورات هذا القطاع بتراجع العدد من 1.7 مليون رأس في عام 2021 إلى 1.67 مليون رأس نهاية عام 2022، يمتلكها 260 ألف مربي، مقابل 1.8 مليون رأس بين عامي 2015 و2021.
علاوة على ذلك، بعد زيادة بنسبة 22٪ بين عامي 2003 و2020،.. أظهر قطيع الأبقار الحلوب تراجعا بنسبة 10٪ بين عامي 2020 و2022، ما يعادل فقدان 150 ألف رأس. يتطلع القطاع إلى هذه المبادرات كمحفز لاستعادة نشاطه وتعزيز الإنتاج الحيواني في الفترة القادمة.
وقد ساهمت عدة عوامل في تشكيل هذا السيناريو الراهن،.. حيث شملت تأثيرات جائحة كوفيد-19 والظروف الجوية القاسية مثل الجفاف،.. بالإضافة إلى التوترات الناجمة عن الحروب في أوكرانيا. تسببت كل هذه العوامل المتراكمة في ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة،.. مما أدى إلى زيادة في تكاليف إنتاج الحليب.
لذلك، تظهر الحاجة الماسة إلى الحفاظ على قطيع الماشية وتوفير الفرصة له للتعافي والتجديد بهدف تعزيز مستوى الإنتاج. وفي هذا السياق، يعد استيراد الماشية حلا ضروريا لتجنب ذبح العجول الإنتاجية.
إعادة هيكلة رأس مال أبقار الألبان ليست الخطوة الوحيدة التي تم التخطيط لها في إطار برنامج عام 2024 لصندوق التنمية الزراعية. يتركز الدعم المباشر للاستثمار الفلاحي،.. المتوقع أن يبلغ 3.6 مليار درهم في عام 2024 (باستثناء البرنامج المخصص للتصدي لآثار الجفاف على القطاع الفلاحي البالغ 10 مليار درهم)، على تحسين الأراضي السلالية.