الأكثر مشاهدة

الأمطار تخرج عن المألوف وتدمر المحاصيل.. فلاحو المغرب في مواجهة غضب الطبيعة

انهالت في الأيام القليلة الماضية سيول من الأمطار الغزيرة والمصحوبة بحبات البرد على مناطق مختلفة من المملكة، مسببة أضرارا بالغة في الحقول والمزروعات، في توقيت غير معتاد من السنة، ما خلق موجة قلق واسعة وسط الفلاحين ومهنيي القطاع الزراعي.

مشاهد الحقول الغارقة والأشجار المتساقطة والمزروعات المتضررة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، خاصة من مناطق بني ملال، تازة، تاوريرت، إفران وخنيفرة. المقاطع المصورة التي توثق غرق حقول الزيتون، وتلف نبتات الكيف، وانتشار الرطوبة والعفن، كشفت حجم التأثير المباشر لهذه الأحوال الجوية غير المسبوقة.

تحذيرات من تراجع الإنتاج وجودة المحاصيل

غزلان مخشان، المهندسة الزراعية والمكلفة بالخدمات التقنية في شركة “سويت”، أوضحت أن استمرار هذه الظروف المناخية قد يكون له تأثير مدمر على الحبوب، خصوصا القمح بنوعيه الصلب واللين، بسبب رطوبة التربة وانتشار الفطريات والبكتيريا.

- Ad -

وأكدت المتحدثة أن هذه التغيرات لا تؤثر فقط على جودة الحبوب، بل تؤدي أيضا إلى تأخير نضجها، وتزيد من فرص انتشار الحشرات الضارة، مما قد يفضي إلى انخفاض كبير في المردودية، وارتفاع محتمل في الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

الزيتون والكيف.. تضرر متفاوت

حتى الأشجار المقاومة مثل الزيتون لم تسلم من تبعات هذا الطقس غير المستقر. وقالت مخشان إن الرطوبة الزائدة يمكن أن تؤدي إلى انتشار مرض “عين الطاووس” المعروف بسرعة انتشاره وقدرته على إنهاك الأشجار. أما زراعة القنب الهندي (الكيف)، فقد رصدت أضرار متفاوتة خاصة في منطقة تازة، بحسب إفادة بعض الفلاحين المحليين.

في مواجهة هذا المشهد المقلق، دعت المهندسة الزراعية إلى اعتماد ثلاث خطوات عاجلة لتعزيز صمود الفلاحة المغربية:

  • تعميم التأمين الزراعي لتعويض الفلاحين عن الخسائر الناتجة عن الكوارث المناخية.
  • توسيع شبكة محطات الرصد الجوي المحلية لتوفير معطيات دقيقة تساعد الفلاحين على التدخل المبكر.
  • استعمال المعالجات الوقائية وتغطية المحاصيل لتفادي انتشار الأمراض قبل فوات الأوان.

مع تكرار هذه الأحداث المناخية غير المتوقعة، تبدو الحاجة ملحة لإعادة التفكير في طريقة التعامل مع الزراعة، عبر حلول عملية تدمج التقنيات الحديثة مع التأمين واليقظة المناخية.

مقالات ذات صلة