الأكثر مشاهدة

الإحصاء العام للسكان والسكنى يهدد انطلاق السنة الدراسية في المغرب

مع اقتراب موسم الدخول المدرسي لعام 2024/2025، تبرز تساؤلات حول كيفية تأثير الإحصاء العام للسكان والسكنى، الذي يتزامن مع بداية العام الدراسي، على سير العملية التعليمية في المغرب. إذ يتداخل توقيت هذا الإحصاء مع التحضيرات المكثفة لبدء العام الدراسي، مما يضع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أمام تحد مزدوج في إدارة هذا التزامن الهام.

يعد “الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024” من أبرز المشاريع الوطنية الكبرى، حيث سيمتد على مدى ثلاثين يوما، ابتداء من فاتح شتنبر وحتى نهايته. وفي الوقت ذاته، ينطلق العام الدراسي الجديد في 02 شتنبر 2024، حيث يتوقع أن يلتحق الأساتذة بمقرات عملهم يوم 03 شتنبر، يليهم التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية ابتداء من 04 شتنبر. هذا التداخل بين الحدثين قد يثير مخاوف لدى البعض حول تأثيره على استقرار العملية التعليمية، خاصة وأن عددا من الأساتذة سيشاركون في عملية الإحصاء.

الإحصاء العام للسكان يفرض تحديات على العملية التعليمية

وفقا لمصدر مسؤول، فإن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة استبقت هذا التحدي باتخاذ مجموعة من التدابير لضمان مرور كلتا الفعاليتين بسلاسة وبدون تعارض. وقد أكد مصدر مسؤول في الوزارة على أن تاريخ الدخول المدرسي لن يتأثر بأي شكل من الأشكال بالإحصاء الجاري،.. مشددا على أن الوزارة أعدت خطة متكاملة على مستوى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين،.. بالإضافة إلى المديريات الإقليمية، لضمان توازن الأدوار واستمرار العملية التعليمية في مواعيدها المحددة.

- Ad -

وحسب ذات المصدر، بهدف دعم عملية الإحصاء،.. منحت الوزارة الضوء الأخضر لعدد من الأساتذة للمشاركة في هذا المشروع الوطني، بناء على طلبات تقدموا بها. ويأتي هذا القرار في إطار التعاون بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية والمندوبية السامية للتخطيط،.. التي تتولى الإشراف على تنفيذ الإحصاء. ويعود دور الأساتذة في هذه العملية إلى عقود مضت،.. حيث كانوا دائما جزءا لا يتجزأ من فرق الإحصاء في المغرب منذ أول إحصاء تم إجراؤه في عام 1960. ويعتبر “إحصاء 2024” السابع في سلسلة الإحصاءات التي تجريها المملكة، مما يجعله حدثا ذا أهمية خاصة.

ولضمان نجاح عملية الإحصاء وتفادي أي تأثيرات سلبية على التعليم، تم انتقاء 55 ألف مشارك لتنفيذ هذه المهمة،.. بعد عملية انتقاء دقيقة شملت الموظفين والمتقاعدين من القطاع العام،.. بالإضافة إلى الطلبة الحاصلين على دبلوم “باك +2” على الأقل. وقد خضع هؤلاء المترشحون لتدريبات مكثفة،.. تضمنت تكوينا عن بعد وحضوريا، لتحضيرهم لهذه المهمة الوطنية.

أما على مستوى التنسيق، فتقوم وزارة الداخلية بدور أساسي في تقديم الدعم الميداني عبر الولاة والعمال،.. لضمان تنظيم وتنفيذ مختلف مراحل الإحصاء. وتعمل المندوبية السامية للتخطيط على وضع المقاربات المنهجية والتقنية،.. وتحديد الموارد البشرية والمادية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع الضخم. وتشمل مهامها أيضا معالجة البيانات ونشر النتائج وفقا للمعايير الوطنية والدولية المعمول بها.

مقالات ذات صلة