يعيش ملايين الأشخاص حول العالم مع مرض السكري من النوع الثاني دون تشخيص، وهو مرض يمكن الوقاية منه جزئيا وفقا لبحث جديد. ويشير هذا البحث إلى أن هناك طريقة فعالة لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهي المشي بسرعة معينة.
الواقع العالمي لمرض السكري
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعد مرض السكري من النوع الثاني أحد التهديدات الصحية الرئيسية في العالم، حيث تم تشخيص حوالي 537 مليون حالة حول العالم. يساهم هذا المرض بشكل كبير في حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي والعمى، ويعد غالبا مرتبطا بالسمنة والتشخيص في منتصف العمر.
إقرأ أيضا: احذر من تجاهل هذه الأعراض الشائعة: قد تكون مصابا السكري دون أن تدري
تشير دراسة حديثة إلى أن المشي السريع يمكن أن يحسن الصحة العامة ويقلل من فرص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بمقدار الثلث تقريبا. وقد وجد الباحثون أن زيادة سرعة المشي اليومية يمكن أن تكون خطوة فعالة نحو تقليل خطر الإصابة بهذا المرض.
قام فريق من الباحثين من مختلف المعاهد الصحية،.. بما في ذلك إمبريال كوليدج لندن،.. بدراسة البيانات لتحديد سرعة المشي المثلى للوقاية من مرض السكري. وقد شملت الدراسة مراجعة 10 أبحاث نشرت بين عامي 1999 و2022، وتضمنت متابعة ما مجموعه 508121 شخصا بالغا من مناطق مختلفة حول العالم.
أهمية المشي السريع لتقليل الإصابة بالسكري
كشفت النتائج أن المشي بسرعة تتراوح بين 1.8 ميلا في الساعة (3 كيلومترات في الساعة) و3.1 ميلا في الساعة (5 كيلومترات في الساعة) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15% مقارنة بالمشي بسرعة أقل من 3 كيلومترات في الساعة. وبزيادته إلى ما بين 3.1 ميل في الساعة و3.7 ميل في الساعة،.. يمكن أن تنخفض المخاطر بنسبة تصل إلى 24%.
أظهرت النتائج أيضا أن المشي بسرعة تتجاوز 3.7 ميل في الساعة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 39%. هذه النتائج تشير إلى أن تسريع وتيرة المشي اليومي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الوقاية من السكري،.. بالإضافة إلى فوائده في إنقاص الوزن وتحسين حساسية الأنسولين.
أوصى الباحثون في دراستهم التي نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي.. بأن التشجيع على المشي بسرعات أكبر قد يزيد من الفوائد الصحية. وأوضحوا أن الأشخاص الذين يمشون بسرعة أكبر يميلون إلى أن يكونوا أكثر لياقة وذو كتلة عضلية أكبر، مما يعزز صحتهم العامة.
قال نيل جيبسون، كبير مستشاري النشاط البدني، إن الدراسة تسلط الضوء على أهمية النشاط البدني،.. بما في ذلك المشي السريع، في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وأكد أن زيادة سرعة المشي يمكن أن تعزز الفوائد الصحية العامة.
وأضاف أن المشي هو نشاط مجاني وبسيط يمكن دمجه في الحياة اليومية،.. مثل الذهاب إلى العمل أو التسوق أو زيارة الأصدقاء، مع التأكيد على أهمية اختيار وتيرة مشي مناسبة لكل شخص.
تعتبر هذه النتائج دعوة للتفكير في كيفية تبني عادات صحية بسيطة، مثل المشي السريع،.. كجزء من الروتين اليومي للوقاية من الأمراض المزمنة وتعزيز الصحة العامة.