في خطوة دبلوماسية تعكس إرادة المغرب في تنويع شراكاته الدولية وتعميق حضوره داخل فضاء جنوب شرق آسيا، يستقبل المغرب، ما بين 24 و26 يونيو الجاري، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، كاو كيم هورن، الذي يزور مدينتي الرباط والدار البيضاء على رأس وفد رفيع من أمانة المنظمة الإقليمية.
هذه الزيارة، التي تأتي بدعوة رسمية من الحكومة المغربية، تحمل طابعا استراتيجيا وتندرج في إطار تعزيز الشراكة القطاعية بين المغرب وتكتل “الآسيان”، الذي يضم عشر دول تعتبر من أبرز القوى الاقتصادية الناشئة عالميا.
خلال مقامه في العاصمة الرباط، من المرتقب أن يعقد السيد كاو سلسلة لقاءات مع شخصيات بارزة في الدولة، من بينها مسؤولون في الحكومة، وأكاديميون، إضافة إلى فاعلين اقتصاديين ورجال أعمال. كما سيلقي خطابا رسميا داخل المعهد المغربي للدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية، والذي يعتبر منصة رفيعة للحوار وتبادل الخبرات الدبلوماسية.
الوفد الزائر سيلتقي أيضا بممثلين عن القطاع الخاص المغربي في الدار البيضاء، وذلك بهدف بحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين الجانبين. كما سيتناول اللقاء سبل دعم المبادلات التجارية وتوسيع نطاق التعاون في قطاعات حيوية مثل الطاقات المتجددة، التكنولوجيا، الصناعة الغذائية، واللوجستيك.
أحد المحاور الأساسية في هذه الزيارة سيتمثل في اجتماع رسمي بين رئيس الوفد الآسيوي وأعضاء لجنة “الآسيان” بالرباط، والتي تضم سفراء الدول الأعضاء في المنظمة. وسيتناول الاجتماع مستجدات الساحة الإقليمية في آسيا، والتحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها دول التكتل، إلى جانب تقييم آفاق العلاقة المغربية مع هذا الفضاء الحيوي.
شراكة بدأت في 2016 وتتطور بثبات
تجدر الإشارة إلى أن المغرب أطلق شراكته مع رابطة الآسيان سنة 2016 في إطار ما يسمى بـ”الشراكة القطاعية”، وهي صيغة تسمح بتعاون مرن ومتعدد الأبعاد في مجالات مختارة. ومنذ ذلك الحين، ظل الطرفان يعمقان أوجه التعاون، وهو ما توج اليوم بهذه الزيارة رفيعة المستوى التي تؤكد رغبة الجانبين في ترسيخ هذا المسار.
زيارة كاو كيم هورن تأتي في توقيت حاسم، حيث يبحث المغرب عن توسيع شراكاته خارج النطاق التقليدي لأوروبا وإفريقيا، خصوصا بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية. كما تشكل فرصة لبعث رسائل دبلوماسية قوية بأن الرباط منفتحة على الفضاءات الصاعدة، وتطمح إلى أن تصبح بوابة الاستثمارات الآسيوية نحو القارة الإفريقية.