عادت المخاوف من سلامة ما يعرض في الأسواق المغربية لتتصدر المشهد، وهذه المرة من بوابة تارودانت، حيث تفجرت فضيحة جديدة تتعلق بكميات ضخمة من زيت الزيتون مخزنة في ظروف مهينة لصحة المستهلك.
أكثر من خمسة آلاف لتر من زيت الزيتون وألف برميل من الزيتون تم ضبطها داخل مستودعين عشوائيين لا يتوفران على الحد الأدنى من شروط السلامة. هذا ما أكده عمر ولياضي، المسؤول عن الإعلام بفرع أولاد تايمة للجامعة المغربية لحقوق المستهلك، الذي وصف ما جرى بأنه جريمة غذائية حقيقية.
الخطورة لا تكمن فقط في تخزين الزيوت في أماكن غير مؤهلة، بل في غياب أي معلومة عن مصدرها، واحتمال خلطها بزيوت مائدة أو ملونات كيميائية قد تسبب أمراضا خطيرة، من بينها السرطان أو اضطرابات جينية يصعب معالجتها.
المثير في هذه القضية أن العملية تمت في شهر يونيو، أي بعد ستة أشهر من انتهاء موسم الجني الطبيعي،.. ما يفتح باب الشكوك على مصراعيه حول مصدر هذه الكميات وطريقة استخراجها وتوزيعها،.. خاصة أنها جاءت من مدن بعيدة عن منطقة تارودانت.
ولياضي لم يخف قلقه من تفشي ظاهرة “الزيت المغشوش”،.. مؤكدا أن بعض “الانتهازيين” يركضون خلف الربح السريع، مستغلين قلة العرض وغياب المراقبة المستمرة،.. داعيا إلى تشديد الرقابة على المعاصر الموسمية التي تنشط خارج توقيت الإنتاج المشروع.
وأشاد المتحدث بمجهودات القسم الاقتصادي بعمالة تارودانت،.. الذي كان وراء هذه العملية النوعية، داعيا إلى تفعيل أدوات الردع وفق مقتضيات القانون الجنائي المغربي،.. وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وفي ختام تصريحه، وجه ولياضي نداء مباشرا للمستهلكين المغاربة دعاهم فيه إلى توخي الحذر،.. والابتعاد عن شراء المنتجات المجهولة المصدر، معتبرا أن وعي المواطن هو الحصن الأول ضد الغش الغذائي،.. وأن الإقبال غير المبرر على بعض المواد هو ما يغذي الطمع لدى المتلاعبين بصحة الناس.