في الأيام الأخيرة قامت تشكيلات من الأمن السعودي في الحج، بزي مدني ورسمي بمداهمة عشرات الشقق والمباني في العزيزية الشمالية والجنوبية، وباقي الأحياء المحيطة بالحرم المكي، لطرد عشرات المغاربة والمصريين والإندونيسيين الذين كانوا ينوون استغلال تأشيرات سياحة وعمل وتأشيرات مجاملة شخصية لأداء مناسك الحج.
أن وزارة الداخلية السعودية تنسق عمليات التفتيش المكثفة للوحدات السكنية الموجودة على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الحرم المكي،.. وذلك لتحرير محاضر بحق مجموعات من المقيمين غير الحاملين لتأشيرات الحج الصادرة من القنصليات السعودية، حيث تبين أنهم شاركوا في القرعة.
إقرأ أيضا :وصول ثلاثة مغاربة مختطفين من ميانمار إلى مطار الدار البيضاء
و السلطات الأمنية السعودية تستخدم عددا من الحافلات لنقل المشتبه فيهم، بمن فيهم النساء والشيوخ من الجنسيات المغربية والمصرية والإندونيسية،.. إلى أماكن بعيدة وراء الحاجز الأمني بمدخل مكة من جهة جدة، وهي منطقة تعرف باسم “الشميسي”.
وتحول مئات المغاربة الذين تم النصب عليهم من قبل سماسرة ووكالات السفر إلى رهائن في شقق ضيقة للإيجار،.. تفتقر لشروط الراحة،.. وتجاوزت فيها درجة الحرارة 44 درجة مئوية. ويختار هؤلاء البقاء في الشقق طيلة اليوم لتجنب الخروج والتعرض للقبض عليهم وهم يحاولون دخول الحرم المكي بدون تأشيرة حج.
المغاربة ضحايا نصب الحج
أن وزارة الداخلية السعودية أصدرت بيانا في 22 ماي، الموافق لـ14 ذي القعدة 1445، تطالب فيه جميع الوافدين غير المقيمين بمغادرة الحرم المكي،.. ومنع دخول المدينة إلا لمن يحملون تأشيرة حج وشاركوا في القرعة في بلدانهم. وأكدت الوزارة أن استخدام تأشيرة الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها ممنوع خلال الفترة من 23 ماي إلى 29 يونيو،.. ولن تعتبر تصريحا لأداء فريضة الحج، ومن يخالف ذلك سيكون عرضة لتطبيق الجزاءات وفق الأنظمة والتعليمات.
ووجد مئات المغاربة أنفسهم في وضع صعب بعد أن وثقوا في سماسرة ووكالات سفر استلمت منهم مبالغ مالية تتراوح بين 5.5 إلى 6 ملايين سنتيم،.. في حين تتجاوز كلفة الحج 7.5 ملايين سنتيم. و أن السماسرة يستغلون المغاربة الذين لم ينجحوا في القرعة، ويطلبون منهم مبالغ لإعداد تأشيرات شخصية أو للسياحة والعمل،.. وينظمون رحلات إلى السعودية قبل 10 ذي القعدة،.. وهو التاريخ الذي تغلق فيه السلطات السعودية الحرم المكي استعدادا لمناسك الحج،.. مما دفع وزارة الداخلية السعودية إلى اتخاذ إجراءات لتنظيف محيط مكة خوفًا من الازدحام الشديد واحتمال وقوع حوادث ووفيات.


