تشهد سوق السيارات الجديدة في المغرب طفرة غير مسبوقة هذا العام، إذ واصلت تحقيق نمو شهري برقمين عشريين منذ يناير، لتقترب من تسجيل رقم قياسي تاريخي. وبحسب بيانات جمعية مستوردي السيارات، بلغت المبيعات بنهاية غشت الماضي 146590 سيارة، بارتفاع قوي بلغ 35% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس دينامية اقتصادية متجددة وتغيرات في سلوك المستهلكين.
يدعم هذا النمو مجموعة من العوامل الاستراتيجية، أبرزها النمو الاقتصادي القوي الذي سجل 4.8% في الربع الأول من العام، وهو أفضل أداء منذ أواخر 2021، إلى جانب انخفاض أسعار الفائدة التي أبقاها بنك المغرب عند 2.25% مع كبح التضخم إلى أقل من 2%. كما ساهم انتعاش الطلب المؤجل منذ فترة الجائحة وازدهار قطاع السياحة – الذي استقطب 13.5 مليون سائح حتى نهاية غشت بزيادة 15% – في تحفيز السوق، خاصة مع توقعات تضاعف نشاط تأجير السيارات قبيل احتضان المملكة لكأس العالم 2030.
ورغم هذا الأداء القوي، شهدت أسعار السيارات الجديدة زيادات واضحة منذ 2020 تتراوح بين 20% و25% للعلامات التقليدية مثل رينو وهيونداي، و30% إلى 35% للفاخرة مثل أودي وبي إم دبليو، بسبب تضخم التكاليف العالمية وأزمة أشباه الموصلات.
ومن اللافت دخول نحو 15 علامة صينية إلى السوق المغربية بحصة سوقية بين 6% و8%، ما عزز المنافسة مع العلامات الأوروبية التقليدية. فقد قفزت أرباح شركة أوطو نجمة، موزع مرسيدس و”بي واي دي” الصينية، 75% إلى 140 مليون درهم خلال النصف الأول، بفضل ارتفاع مبيعات الطرازات الصينية بنسبة 70% إلى 3329 سيارة. كذلك سجلت أوطو هول، الموزع لعلامات صينية وآسيوية أخرى، نموا بـ 23% في مبيعاتها إلى 9414 سيارة وإيرادات فاقت 10 مليارات درهم.
أما العلامات الفرنسية رينو وبيجو، فما زالت تتصدر المبيعات، مستفيدة من مصانع الإنتاج الضخمة في طنجة والقنيطرة بقدرة سنوية تناهز مليون سيارة، معظمها مخصص للتصدير نحو أوروبا.
وبحسب توقعات السوق، يرجح أن تصل المبيعات إلى 230 ألف وحدة بنهاية 2025، أي بزيادة 30% عن العام الماضي، ما يعزز مكانة المغرب كأحد أبرز أسواق السيارات في شمال إفريقيا ويؤكد جاذبية بيئته الاستثمارية وسط تنافس عالمي محتدم.


