عرفت المدينة الحمراء في الأيام القليلة الماضية تحركات أمنية غير مسبوقة، استهدفت شبكات الدعارة والتحريض على الفساد في عدد من النقاط السوداء بمراكش، وذلك في إطار حملات متواصلة لمصالح الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة.
وحسب معطيات حصلت عليها “آنفا نيوز”، فإن العمليات الأمنية التي جرت نهاية الأسبوع، أسفرت عن توقيف 21 فتاة ينحدرن من مدن مختلفة، ضبطن في حالات تلبس وهن بصدد استدراج زبناء محتملين في شوارع وأزقة معروفة بنشاط الدعارة، خصوصا في محيط محطة القطار ومناطق بحي كيليز.
النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية، قررت مساء السبت، متابعة جميع الموقوفات في حالة سراح، بعد أدائهن كفالة مالية بقيمة 2000 درهم لكل واحدة، وذلك في انتظار عرضهن على القضاء من أجل تهم تتعلق بـ”التحريض على الفساد” و”ممارسة البغاء” و”المشاركة في الدعارة”.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن من بين الموقوفات فتيات سبق لهن أن وجهت إليهن تهم مماثلة في مناسبات سابقة، ما يشير إلى عودة بعض الأسماء ذات السوابق إلى النشاط نفسه بالرغم من الحملات المتكررة.
وفي سياق متصل، أطاحت الشرطة، يوم الخميس الماضي، بإحدى أشهر الوجوه المرتبطة بملف الوساطة في الدعارة، بعد ضبطها داخل مقهى شهير في حي كيليز، وهي برفقة ثلاث فتيات وقاصرين. وقد كشفت التحريات أن المتهمة، التي تعرف بسوابقها، وسعت أنشطتها مؤخرا لتشمل الوساطة في الشذوذ الجنسي واستغلال القاصرين، في مقابل مبالغ مالية مغرية.
وعند انتهاء التحقيق معها، تمت إحالتها على القضاء في حالة اعتقال، ووجهت لها النيابة العامة تهما خطيرة تتعلق بالتحريض على الفساد، التغرير بقاصر، الوساطة في الدعارة، وممارسة الدعارة في حالة العود، وتم إيداعها سجن لوداية في جناح النساء.
رغم هذا الاستنفار الأمني الكبير، فإن الظاهرة لم تتوقف بعد، حيث يواصل الأمن تنفيذ حملات دقيقة تستهدف المقاهي ومحلات التدليك والفضاءات العمومية التي تحوّلت لدى البعض إلى “مكاتب غير معلنة” للوساطة في الفساد.