تشهد مدينة سان فرناندو الإسبانية إنجازًا استثنائيا، حيث تواصل شركة “نافانتيا” تقدمها في بناء سفينة حربية جديدة من طراز “أفانتي 1800” مخصصة للبحرية الملكية المغربية، في إطار صفقة تاريخية من المنتظر أن تكتمل بحلول عام 2026.
وحسب جريدة “ديفينسا” الإسبانية، فإن هذه السفينة، التي تبلغ حمولتها الكاملة 2020 طنا وطولها الإجمالي 87 مترا، تعتمد على نظام دفع متطور مزود بأربعة محركات ديزل من نوع MAN 175D وخمسة مولدات كهربائية من طراز Baudouin 6M26.3، ما يمنحها القدرة على الإبحار بسرعة تصل إلى 24 عقدة. ومن أبرز خصائصها التشغيلية سطح طيران مخصص لدعم عمليات المروحيات والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى مكان مخصص لحمل زورقين سريعين.
على مستوى التسليح، من المتوقع تجهيز السفينة بمدفع رئيسي عيار 76 ملم أو 57 ملم، إلى جانب أنظمة أسلحة مسيرة عن بعد من عيار 25 أو 30 ملم، مع إمكانية دمج أنظمة صواريخ متطورة، رغم التكتم على التفاصيل التقنية الكاملة حتى الآن. ويتوقع أن يكون مصدر الصواريخ فرنسي على غرار ما هو موجود في باقي السفن الحربية التي تشتغل لدى البحرية الملكية.
يعود تاريخ انطلاق هذا المشروع إلى يوليو 2023 مع قطع أول ألواح الهيكل،.. قبل أن تكتمل مرحلة وضع العارضة الأساسية في شتنبر 2024 داخل الحوض رقم 3 بمرافق سان فرناندو،.. تحت رقم تصنيع 565. وقد تم تمويل الصفقة من خلال اتفاقية مع بنك سانتاندير الإسباني بقيمة 95 مليون يورو،.. ضمن عقد بناء بلغت كلفته الإجمالية 130 مليون يورو.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال البناء وصلت إلى مراحل متقدمة، حيث تم استكمال تركيب هيكل السفينة،.. وقاعدة سطح الطيران، والصاري الرئيسي، مع ترقب لإطلاق السفينة قريبا تمهيدا لبدء التجارب البحرية الرسمية.
هذا التعاون بين الرباط ومدريد يعيد إلى الأذهان آخر صفقة بحرية جمعت البلدين في مطلع ثمانينيات القرن الماضي،.. حين سلمت إسبانيا الطراد الصغير “الملازم أول الراحماني” إلى البحرية المغربية عام 1983،.. والذي كان من إنتاج شركة بازان، المعروفة حاليا باسم نافانتيا.