ازدادت حيرة المواطنين المغاربة خلال الأيام الأخيرة بعد أن شهدت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا مفاجئا، عقب فترة قصيرة من الانخفاض الذي سجل في رمضان إثر القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح الأضاحي لهذا الموسم، بسبب تداعيات الجفاف وغلاء الأعلاف.
في عدد من المدن، بلغ سعر لحم الغنم مستويات تراوحت بين 120 و130 درهما للكيلوغرام، بينما لامس سعر لحم البقر حاجز 100 درهم، ما أثار استياء واسعا وسط المستهلكين. هذا الارتفاع غير المتوقع دفع كثيرين إلى التشكيك في نوايا بعض “الشناقة” والوسطاء، متهمين إياهم باستغلال وضعية السوق والتحايل على قرار إلغاء الأضاحي عبر رفع الأسعار مع اقتراب العيد، مستهدفين فئة من المواطنين التي تفضل اقتناء اللحوم وذبحها مسبقا.
وأرجع مهتمون بالشأن الفلاحي هذا الارتفاع إلى لجوء بعض كبار مربي الماشية إلى احتكار القطعان،.. في انتظار بيعها بأسعار مضاعفة عند اقتراب عيد الأضحى،.. رغم أن قرار الإلغاء كان يفترض أن يخفف الضغط على الطلب.
واستنكر نشطاء اجتماعيون ما وصفوه بـ”المضاربة الوقحة”،.. معتبرين أن لوبيات الوساطة عادت من جديد لتتحكم في السوق وتضاعف معاناة المواطنين،.. خصوصا الفئات الهشة التي كانت تأمل في استمرار تراجع الأسعار بعد قرار الملك.
وكان قرار إلغاء شعيرة الذبح قد بث ارتياحا نسبيا في صفوف المغاربة،.. إذ ساهم في تراجع أسعار اللحوم خلال رمضان، قبل أن تعود موجة الغلاء لتخيم مجددا،.. وتعيد إلى الواجهة نقاش ضرورة ضبط السوق وحماية المستهلك من جشع السماسرة.