ليلة استثنائية عاشتها السواحل الشرقية لإسبانيا، حيث ضربت عواصف مطرية عنيفة مناطق واسعة، متسببة في فيضانات كبيرة واختناقات مرورية واضطرابات جوية، كان أبرزها تأخر أكثر من عشرين رحلة بمطار “إل برات” الدولي في برشلونة.
في إقليم مورسيا، وتحديدا بمدينة لوركا، أضاءت الصواعق سماء المنطقة لساعات طويلة، قبل أن تجتاح السيول شوارع المدينة وتجبر السلطات على تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بمخاطر الفيضانات.
أما في منطقة ألباثيتي، فقد كانت الصورة أكثر درامية، حيث تحولت بلدات مثل بالاثوتي، وبينيا دي سان بيدرو، وتوبارا، إلى ما يشبه مناطق منكوبة بعد أن غمرت المياه الطرقات والبنية التحتية، وأدت السيول إلى إغراق الجسور في “رامبلا أرغاماسون”، وسط عجز واضح أمام قوة الطبيعة.
في بلدة كالاسبارا، لم يجد السكان سوى وسائل بدائية لمواجهة فيضان الأمطار، وسط مشاهد مؤثرة تداولها السكان، منها تصوير لمواطن يحاول فتح بالوعة للصرف الصحي وسط المياه التي بلغت مستوى ركبتيه. أما في بلدة خوميا، فقد سجل انجراف حاويات النفايات في الشوارع بفعل قوة المياه.
ولم تكن مدينة ساغونتو التابعة لفالنسيا بمنأى عن العاصفة، إذ تسببت الأمطار الغزيرة في توقف حركة السير بعدد من الشوارع. أما وسط مدينة فالنسيا، فقد ظهرت تسربات مائية في أحياء متعددة نتيجة ضغط السيول على شبكات الصرف.
وفي كاتالونيا، شهدت مدينة برشلونة عاصفة مطرية كثيفة أدت إلى ارتباك واضح في حركة الملاحة الجوية، في وقت استمرت فيه جزر البليار تحت إنذار برتقالي بسبب تأثير منخفض جوي بارد يضرب المنطقة.
الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية الإسبانية أبقت حالة التأهب قائمة في عدد من الأقاليم من بينها الأندلس، كاستيا-لا مانتشا، كاتالونيا، مورسيا، فالنسيا، وجزر البليار، مشيرة إلى أن الأوضاع الجوية مرشحة للتحسن التدريجي ابتداء من يوم الخميس، على أن تستقر الأجواء مع حلول نهاية الأسبوع.