الأكثر مشاهدة

المغرب يستخلص الدروس من المواجهات الجوية العنيفة بين الهند وباكستان

اندلعت إحدى أعنف المواجهات الجوية في تاريخ القارة الآسيوية خلال ليلة السادس إلى السابع من ماي، بين القوات الجوية الهندية والباكستانية، وسط تصعيد غير مسبوق يعيد إلى الواجهة القلق من اندلاع حرب بين قوتين نوويتين.

بحسب مسؤولين أمنيين باكستانيين تحدثوا لـ CNN، فقد شهدت سماء المناطق الحدودية بين البلدين اشتباكا واسع النطاق دام أكثر من ساعة، بمشاركة 125 طائرة مقاتلة، دون أن يخترق أي طرف المجال الجوي للآخر. تبادل إطلاق الصواريخ جرى على مسافات فاقت أحيانا 160 كيلومترا، ما يعكس تطور القدرات الصاروخية والردع الجوي لدى الطرفين.

وأكدت السلطات الباكستانية إسقاط خمس طائرات هندية، من بينها ثلاث طائرات “رافال”، إضافة إلى مقاتلة “ميغ-29” وطائرة “سوخوي 30 إم كا آي”، في حين لم تسجل باكستان أي خسائر في صفوف طائراتها، حسب المصادر نفسها.

- Ad -

ويعزى هذا التصعيد إلى الهجوم الدموي الذي وقع يوم 22 أبريل في منطقة باهالغام بكشمير الهندية، وأسفر عن مقتل 25 هنديا ومواطن نيبالي، مما دفع الهند لشن غارات محددة يوم 6 ماي على أهداف باكستانية، تبعها الرد الباكستاني العنيف.

الخبير العسكري عبد الحميد حريفي، وفي تحليله للحدث، أوضح أن التفوق الباكستاني في هذه الجولة جاء نتيجة استخدام واسع للأنظمة الصينية، مثل بطاريات HQ-9 والمقاتلات JF-17، بالإضافة إلى الصاروخ الجوي PL-15 الذي استخدم لأول مرة. وأضاف أن باكستان استفادت بشكل كبير من “المضاعفات القتالية” مثل طائرات الإنذار المبكر AWACS وأنظمة الحرب الإلكترونية.

ويعتبر حريفي أن الهند رغم تفوقها العددي، لم تستطع مجاراة التكتيك المحكم والدقة العملياتية التي أظهرتها باكستان. كما يشير إلى أن الجيش الباكستاني يتمتع بتماسك عقائدي وانضباط ميداني، خلافا لما تعانيه القوات الهندية من مشاكل تنظيمية داخلية.

التفوق الباكستاني يبرز نقاط ضعف الدفاع الجوي للمملكة

بالنسبة للمغرب، يرى الخبير ذاته أن المواجهة تحمل دروسا مهمة. فرغم التقدم التكنولوجي للمملكة، خصوصا مع الترقية المنتظرة لطائرات F-16 نحو النسخة Viper وتسلم النسخة C8 من صواريخ AMRAAM، فإن غياب أنظمة AWACS وELINT/SIGINT يمثل ثغرة استراتيجية خطيرة، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المعقد.

وفي سياق الحديث عن القدرات القتالية، يشير الخبير إلى فوارق عميقة بين القوات المغربية ونظيرتها الجزائرية. فبينما تعتمد الأولى على انضباط وتحديث تقني مستمر، تواجه الثانية مشاكل في الصيانة والانضباط الميداني، وهو ما ظهر في مناورات حديثة شهدت ارتباكا لافتا.

من جهة أخرى، يسلط حريفي الضوء على العلاقات المغربية الباكستانية الممتدة، مشيرا إلى دعم إسلام آباد التاريخي للمغرب، خصوصا خلال حرب الصحراء. كما يؤكد أن التجربة الباكستانية مع مقاتلات JF-17 قد تدفع الرباط لإعادة النظر في إمكانية التعاون بهذا الشأن، رغم أن محاولات سابقة لم تكلل بالنجاح.

أما العلاقات مع الهند، فقد شهدت تحولات جذرية منذ 2002، عندما سحبت نيودلهي اعترافها بجبهة البوليساريو، وبدأت تدعم خطة الحكم الذاتي المغربية. وتطورت العلاقة لتشمل مجالات الصناعة والتجارة، مع استثمارات هندية في مجمعات الأسمدة بالمغرب، وحتى تفضيل الرباط في التصدير خلال أزمة كورونا.

أمام التصعيد بين نيودلهي وإسلام آباد، يجد المغرب نفسه في موقع دقيق يتطلب التوازن والحذر. ويقترح حريفي أن تلعب الرباط دور الوسيط غير المعلن، بفضل ثقة الطرفين بها وعلاقاتها المتينة معهما.

وفي ختام تحليله، يلفت الخبير إلى الفرق الصارخ في آليات الحوار بين جنوب آسيا والمغرب الكبير، مشيرا إلى غياب أي قناة تواصل بين المغرب والجزائر، مقابل لقاءات دورية بين الهند وباكستان لضبط التصعيد، رغم كل العداوات.

مقالات ذات صلة