أعلن العالم المغربي رشيد اليزمي، ولأول مرة، عن نيته إنشاء مصنع في المغرب متخصص في تكنولوجيا البطاريات، مؤكدا أن المملكة تمتلك إمكانات هائلة في هذا القطاع الاستراتيجي وذلك في مقابلة مع موقع H24Info، . كما قدم خلال اللقاء رؤى معمقة حول موقع المغرب في سوق البطاريات الكهربائية، والتحديات المستقبلية التي تواجه هذه الصناعة.
تحدث رشيد اليزمي عن أهمية براءاته الأخيرة في تحسين كفاءة البطاريات الكهربائية، خصوصا فيما يتعلق بتقليص زمن الشحن. وأوضح أن أبرز تحد يواجه مستقبل السيارات الكهربائية هو وقت الشحن الطويل، لكنه أكد أنه وفريقه العلمي نجحوا في تطوير تقنية تسمح بشحن البطاريات في مدة لا تتجاوز عشر دقائق، ما يجعلها قادرة على منافسة عملية تعبئة الوقود التقليدي.
وقال العالم المغربي:
“لقد توصلنا إلى حل فريد من نوعه عالميا، بحيث تمكنا من تغيير الخوارزميات التي تتحكم في عملية شحن البطاريات، وهو ما يمنحنا سبقا تكنولوجيا على المنافسين.”
إلى جانب ذلك، أشار إلى أن فريقه تمكن أيضا من حل مشكلة الانفجارات الحرارية للبطاريات، والتي تشكل خطرا كبيرا على المستخدمين، مؤكدا أن هذه الابتكارات ستساهم في تحسين الأمان والموثوقية في مجال الطاقة المتجددة.
قرب التسويق التجاري في آسيا
بخصوص الخطط المستقبلية، كشف اليزمي أن تكنولوجياته ستدخل قريبا مرحلة التصنيع والتسويق، حيث يتوقع أن تبدأ عمليات الإنتاج في الأسواق الآسيوية أولا، وذلك لاعتبارات لوجستية وشراكات استراتيجية مع شركات في سنغافورة، إندونيسيا، ماليزيا، وفيتنام.
وقال في هذا الصدد:
“اخترنا البدء في آسيا لأن الشركاء الرئيسيين موجودون هنا، ولدينا قاعدة صناعية قوية تدعم هذه التكنولوجيا.”
المغرب.. قاعدة مستقبلية لصناعة البطاريات
وفي سياق حديثه عن المنافسة العالمية، أوضح اليزمي أن الصين تتصدر مجال تصنيع البطاريات الكهربائية بفضل استثماراتها المبكرة، فيما تحاول أوروبا اللحاق بالركب. وأضاف أن المغرب سيكون مستفيدا رئيسيا من هذه المنافسة، نظرا لالتزام شركات كبرى مثل رونو وستيلانتيس بإنتاج سيارات كهربائية محليا، ما سيؤدي إلى تصنيع البطاريات داخل المملكة أيضا.
وأشار إلى أن المغرب يمتلك فرصة فريدة ليصبح مركزا إقليميا لتصنيع السيارات الكهربائية،.. حيث سيتم إنتاج السيارات والبطاريات محليا، مما يتيح تصديرها إلى أوروبا بشعار “صنع في المغرب”.
مشروع إنشاء مصنع في المغرب خلال 3 إلى 4 سنوات
وأخيرا، كشف رشيد اليزمي عن مشروعه لإنشاء مصنع في المغرب خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة،.. والذي سيركز على إنتاج البطاريات أو أجهزة الشحن السريعة للسيارات الكهربائية.
وأكد أن نجاح هذه الخطوة مرتبط بمدى دعم الجهات المسؤولة في المغرب،.. مشددا على أهمية إشراك الجامعات المغربية في المشاريع البحثية الخاصة بتطوير هذه التكنولوجيا.
واختتم حديثه بنبرة تفاؤلية:
“أنا متأكد أن هذا المشروع قابل للتحقيق، وأنا متفائل جدا بمستقبل المغرب في هذا المجال.”
تأتي تصريحات رشيد اليزمي في وقت يشهد فيه قطاع الطاقات المتجددة بالمغرب نموا متسارعا،.. حيث تسعى المملكة لتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية من خلال تبني أحدث الابتكارات التكنولوجية. وإذا نجحت خطة العالم المغربي في إنشاء مصنع للبطاريات داخل البلاد،.. فسيشكل ذلك قفزة نوعية في مسار التحول نحو الطاقة المستدامة،.. وسيساهم في جعل المغرب لاعبا رئيسيا في مستقبل النقل الكهربائي عالميا.