أعلنت شركة سونارجيس المكلفة بتدبير المنشآت الرياضية الكبرى في المغرب عن إطلاق مسطرة جديدة تهدف إلى تنظيم سوق بيع التذاكر الرياضية، وفتح المجال أمام شركات متعددة لتقديم هذه الخدمة، في إطار شفاف ومتنافس. هذه المبادرة تأتي بعد تدخل رسمي من مجلس المنافسة الذي أعلن، يوم الجمعة 4 يوليوز، عن طي الملف بشكل ودي دون اللجوء إلى مسطرة قضائية.
وتعود خلفية القضية إلى شكايتين تم توجيههما إلى المجلس بتاريخ 2 ماي 2025، تتعلقان بشبهات احتكار على مستوى ولوج خدمات التذاكر في الملاعب التي تديرها سونارجيس، خاصة ما يرتبط بالاعتماد الحصري لمنصة تذاكر.ما المملوكة لها.
إصلاح جذري يفتح سوق التذاكر أمام الجميع
بعد شهور من التشاور والمفاوضات، خلصت الأطراف المعنية إلى اتفاق توافقي يلزم سونارجيس باحترام مبدأ المنافسة العادلة، وفتح المجال أمام كافة الفاعلين في القطاع، شريطة استيفائهم لمعايير محددة سلفا في دفتر تحملات جديد.
ويشترط هذا النظام أن تلتزم الشركات المرشحة بمجموعة من المعايير التقنية والأمنية، مع احترام صارم لمعايير حماية المعطيات الشخصية وجودة الخدمة، على أن تعرض ملفات الترشح على مكتب تدقيق مستقل يتكلف بدراسة الجوانب المتعلقة بأنظمة المعلوميات والسلامة المعلوماتية.
وبحسب نفس البلاغ، سيكون من حق كل منظم لحدث رياضي، سواء أندية أو جامعات رياضية، اختيار مزود التذاكر من بين اللائحة المرجعية المعتمدة، دون أي تدخل من سونارجيس. كما سيوقع عقد ثلاثي الأطراف بين الشركة المدبرة والمنظم ومزود الخدمة، يحدد بدقة الالتزامات المالية والتقنية والقانونية لكل طرف.
ويأتي هذا التحول بعد انتقادات متكررة طالت منظومة بيع التذاكر الرياضية، خاصة مع تكرار شكاوى من ارتفاع الأسعار، ضعف الخدمات، ونقص الشفافية في طريقة توزيع التذاكر خلال مباريات كبرى، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.
ويرى مجلس المنافسة أن هذه الخطوة تمثل ضمانة حقيقية لحماية مبدأ تكافؤ الفرص، وتعزز مناخ الثقة بين الفاعلين في السوق، كما تشكل مرجعا في تنزيل قانون حرية الأسعار والمنافسة (104.12).
ويبقى التحدي الحقيقي في مدى الالتزام بتطبيق هذه التدابير على أرض الواقع، خصوصا مع اقتراب مواعيد رياضية حاسمة، واحتدام التنافس على تنظيم التظاهرات الكبرى، التي عادة ما ترافقها ضغوطات في إدارة الحضور الجماهيري.
هل يكون هذا القرار نقطة تحول تنهي سنوات من الانتقادات؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.