أظهرت دراسة حديثة أن فقدان الوزن في فترة الشيخوخة قد يشير إلى اقتراب الموت، حيث اكتشف الأطباء أن الرجال المسنين الذين فقدوا أكثر من 10 في المائة من وزنهم يكونون أكثر عرضة للوفاة بنسبة ثلاثة أضعاف في السنوات القادمة مقارنة بأولئك الذين لم يفقدوا هذا الوزن.
وأشارت الدراسة أيضا أن فقدان الوزن بشكل كبير يزيد من احتمالية الوفاة للنساء، ولكن بدرجة أقل. حيث أوضحت أن خسارة 10 في المائة من كتلة الجسم لدى المرأة تعادل ضعف مخاطر الوفاة.
قاد علماء جامعة موناش في أستراليا الدراسة،.. حيث قاموا بتقييم سجلات الرعاية الصحية لأكثر من 16 ألف متقاعد وتتبعوهم لمدة أربع سنوات ونصف في المتوسط.
ويرتبط فقدان 5 و10 في المائة من وزن الرجال بزيادة في معدل الوفيات بنسبة 33 و289 في المائة على التوالي. بالنسبة للنساء، يرتبط فقدان 5 و10 في المائة من وزن الجسم بزيادة في خطر الوفاة بنسبة 26 و114 في المائة خلال فترة الدراسة.
مخاطر مضاعفة لفقدان الوزن في سن الشيخوخة
تظهر البيانات أن الأفراد الذين يفقدون وزنهم بشكل كبير هم أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان،.. حيث كان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 75 عامًا. كما أشارت البيانات إلى وجود علاقة بين فقدان الوزن الشديد وارتفاع معدلات الوفاة.
فقد كان الرجال الذين فقدوا عشر أو أكثر من وزنهم أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب بنسبة تصل إلى ثلاث مرات أكثر من الأفراد الذين حافظوا على وزنهم. وأكد العلماء في دراستهم التي نشرت في JAMA Network Open على أهمية مراقبة فقدان الوزن لدى كبار السن، خاصة بناء على ارتباطه بزيادة في معدلات الوفاة، خاصة بين الرجال.
وفي فترة الدراسة، كانت معدلات الوفاة 8.4٪ للرجال الذين حافظوا على وزنهم،.. بينما بلغت 30.1٪ لأولئك الذين فقدوا أكثر من عشرة في المائة من وزنهم. وكانت معدلات الوفاة للنساء 5.5٪ للمحافظات على وزنهن، و12٪ للنساء اللاتي فقدن نفس النسبة من وزنهن.
يزعم مؤلفو الدراسة أن الأطباء ينبغي عليهم إيلاء اهتمام خاص لأي فقدان في الوزن لدى المرضى المسنين. وأشار الباحثون في بحثهم إلى أن النتائج الأولية للدراسة تشير إلى ضرورة أن يكون الأطباء على علم بالارتباط الوثيق مع زيادة معدلات الوفيات حتى في حالات فقدان الوزن الطفيف نسبيا (خمسة في المئة)، خاصة بين الرجال كبار السن.
وأوضحوا أن الخطر يتجاوز زيادة خطر الإصابة بالسرطان، ويشمل أمراض القلب والأوعية الدموية وعددا من الحالات الأخرى.
وأشاروا إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث لتحديد العلاقة بين فقدان الوزن في سن الشيخوخة وظهور الأمراض القاتلة بشكل أدق،.. وما إذا كانت التقييمات السريرية أو الاختبارات المخبرية يمكن أن تحدد الأفراد الذين قد يستفيدون من التدخل المبكر.