بدأت شركة كندية متخصصة في استكشاف المعادن الاستراتيجية أولى خطواتها في مجال التيتانيوم بالمغرب، عبر شراكة جديدة من شأنها أن تفتح آفاقا واعدة للتنقيب واستغلال هذا المعدن الحيوي، الذي تزايدت عليه الطلبات عالميا في قطاعات حيوية كالصناعالجوية والسيارات والتكنولوجيا الدقيقة.
فقد أعلنت شركة Steadright Critical Minerals Inc. توقيع مذكرة تفاهم مع شركة NSM Capital المغربية، لتطوير منطقة غنية بمعدن التيتانيوم في الجنوب المغربي، وتحديدا في منطقة كاب جوبي الساحلية، التي تمتد على مساحة تبلغ 160 كيلومترا مربعا.
الاتفاق الموقع بين الطرفين ينص على تطوير ما بات يعرف الآن بمشروع TitanBeach Titanium Project، وهو مشروع استكشاف يستهدف الرمال الساحلية المشبعة بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO₂)، الذي يصنف ضمن قائمة المعادن الاستراتيجية في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وتتيح الاتفاقية للشركة الكندية فرصة الحصول على حصة قد تصل إلى 80% من المشروع، وذلك بناء على مراحل متقدمة من التنقيب والدراسة الميدانية.
ومن المرتقب أن تبدأ خلال الأسبوع المقبل دراسة تقنية مستقلة خاضعة لمعيار NI 43-101، الهدف منها تقييم الإمكانيات الاقتصادية والجيولوجية للمنطقة، وتحديد ما إذا كانت التقديرات الأولية تستحق الانتقال إلى مرحلة استخراج فعلية.
الرئيس التنفيذي لشركة Steadright، مات لويس، أشاد في بيان رسمي بمناخ الأعمال في المغرب، واصفا إياه بـ”الملائم جدا” للاستثمار في مجال المعادن، مشيرا إلى أن نظام الضرائب والامتيازات الجبائية المعتمدة في المملكة يشكل حافزا قويا لتوسيع الشراكة وتطوير مراحل المشروع.
وأضاف أن المغرب يتمتع بموقع استراتيجي وقرب جغرافي من أوروبا، وهو ما يمنح هذا المشروع قيمة تنافسية عالية، خصوصا مع الارتفاع المتواصل في أسعار التيتانيوم دولياً.
من التنقيب إلى الاستخراج.. هل تنجح الشراكة؟
في حال أثبتت الدراسات التقنية الجدوى الاقتصادية للمشروع، فإن رخص التنقيب الحالية قد تتحول قريبا إلى رخص استخراج معدني كاملة، وهو ما سيمثل نقلة نوعية في استغلال الموارد الطبيعية غير التقليدية بالمغرب، ويعزز من موقع المملكة كمركز محوري للمعادن الاستراتيجية في إفريقيا.