أصبح اسم أسامة المسلم، الكاتب السعودي، حديث مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم الأحد الماضي، حيث توافد الآلاف من القراء الشباب، بل ومن كافة الأعمار، للقاء الكاتب والحصول على توقيع مباشر منه على أحدث إصداراته. هذا الحماس الكبير يعكس مكانة المسلم المتميزة في عالم الأدب العربي، حيث يساهم في إثراء المكتبة العربية برواياته المليئة بالغموض والإثارة.
كشف المسلم خلال حوار صحفي عن بداية مشواره الأدبي في عام 2015، مشيرا إلى تخصصه في الأدب الإنجليزي وحبه للغة العربية. وأوضح أن اهتمامه بنشر الفانتازيا في العالم العربي جاء نتيجة النقص الكبير في هذا النوع الأدبي ضمن المكتبة العربية.
وعن الإقبال الكبير على حفل توقيع كتابه، قال المسلم إنه لم يتفاجأ بحجم الحضور نظرا لتواصله الدائم مع جمهوره في المغرب، معربا عن أسفه لعدم تمكنه من حضور الدورة الماضية بسبب ظروف خاصة. وأعرب عن دهشته من حجم الحضور الذي جاء من مدن مغربية مختلفة، مما يؤكد، حسب قوله، قوة اللغة العربية وقدرتها على استقطاب الشباب.
فيما يتعلق بنوعية كتاباته، أوضح المسلم أن كتابة شخصية مختلفة تتطلب فصل الذات عن النص الأدبي،.. مشيرا إلى أن الكاتب لا يمكنه منع تسرب جزء من شخصيته إلى العمل. وكشف عن عاداته في الكتابة، حيث يفضل الكتابة بمعدة فارغة ويبتعد عن وسائل التشتيت مثل الهاتف والتلفاز،.. ويعمل في غرفة هادئة تماما.
أسامة المسلم.. تقصير الأدباء خلق فجوة مع جمهور القراء
وعن التفاعل الكبير الذي شهدته فعاليات توقيع كتابه،.. أشار المسلم إلى أن هذا الاهتمام يعكس حقيقة أن القراءة ما زالت شغفا لدى الكثيرين، رغم ما يشاع عن تراجعها. وأكد أن الفجوة بين المجتمع الأدبي وجمهور القراء تعود إلى تقصير الأدباء في معاصرة جيلهم والتعبير عن همومهم،.. معتبرا أن أساليب الكتابة القديمة لن تجذب الجيل الحالي.
ورفض المسلم اتهام الشباب بإهمال القراءة،.. محملا المسؤولية للأدباء الذين يبتعدون عن محاكاة هموم الشعوب ومشاكلهم، ويكتفون بالبقاء في أبراجهم العاجية. وأكد أن الكتابة الجيدة تتطلب التفاعل مع القراء وتقديم محتوى يعكس واقعهم وتطلعاتهم.
وفيما يخص علاقته بالشاب أمين،.. أشار المسلم إلى أن أمين كان دائم التواصل معه ويحرص على قراءة جميع إصداراته عبر استعارتها. وأضاف أنه أهدى أمين كل إصداراته،.. معتبرا إياه مثالا للقراء الأوفياء الذين يجدون في كتاباته ملاذا يخرجهم من واقعهم إلى عوالم خيالية جميلة.
واختتم المسلم بالحديث عن مخاطرة أمين بحياته لحضور حفل التوقيع، معبرا عن تأثره الكبير بهذه الحادثة،.. ومؤكدا أنها تحمله مسؤولية مضاعفة للاستمرار في الكتابة “الآمنة” التي تخلو من المواضيع المحرمة مثل الجنس والدين والسياسة، مما يعزز ارتباطه بجمهوره العريض.