تتواصل تداعيات ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المغرب، في وقت بدأ فيه عدد من الجزارين بالدار البيضاء يعتمدون على لحوم مستوردة من الخارج، لمحاولة تخفيف العبء على المستهلكين.
في حديث خاص لـ”آنفا نيوز”، كشف جزار معروف بالعاصمة الاقتصادية عن تفاصيل مثيرة بخصوص مصدر اللحوم التي يعرضها في محله، حيث أوضح أنه يستورد لحوم الأغنام والأبقار من إسبانيا وبلجيكا، معتبرا أن هذه اللحوم تنتمي إلى “أجود السلالات”، حسب تعبيره.
ويؤكد المتحدث أن الإقبال على هذه اللحوم المستوردة في تزايد مستمر، لسبب بسيط: الأسعار. فبينما تراوح سعر لحم البقر الإسباني المستورد 73 درهما للكيلوغرام، ويصل سعر لحم الغنم المستورد 60 درهما، لا تزال اللحوم المحلية تسجل أرقاما مرتفعة جدا، تتراوح بين 100 و130 درهما للكيلوغرام الواحد، حسب النوع.
لكن هذه الأسعار المغرية لا تعني أن اللحوم المستوردة متوفرة للجميع. فعدة مواطنين،.. خاصة في الأقاليم البعيدة عن المدن الكبرى، يشتكون من عدم استفادتهم من هذه التخفيضات،.. بسبب غياب اللحوم المستوردة عن الأسواق المحلية، ما يجعلهم مجبرين على اقتناء اللحوم البلدية بأسعار تفوق طاقتهم الشرائية.
ويثير هذا الوضع تساؤلات كثيرة حول مدى عدالة توزيع اللحوم المستوردة،.. وجدوى السياسة الحكومية في في فتح أبواب استيرادها،.. ما دام جزء كبير من المواطنين لا يشعرون بأي فرق على مستوى الأسعار.
ومع اقتراب نهاية شهر رمضان،.. تزداد الحاجة إلى حلول ناجعة ومستدامة تضمن وفرة اللحوم بأسعار معقولة في جميع جهات المملكة،.. بدل أن تظل التخفيضات حبيسة محلات قليلة في مدن محددة مثل الدار البيضاء.