تتصدر أمـراض القلب قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. في الولايات المتحدة، تمثل واحدة من كل خمس حالات وفاة، وفقا لتقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. يشمل نطاق أمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي ومشاكل ضربات القلب وعيوب القلب الخلقية.
تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يزيد الإجهاد من ضغط الدم،.. ويترتب على السمنة والتدخين ضغط إضافي على القلب. من ارتفاع نسبة الكولسترول إلى نمط الحياة غير الصحي،.. إليك ثمانية عوامل يجب أخذها في اعتبارك لتحديد خطر الإصابة بأمراض القلب.
زيادة الوزن أو السمنة
وجدت دراسة نشرت في مجلة “Circulation” عام 2021 أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، حتى في حالة غياب عوامل الخطر الأخرى مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. ولاحظت المراجعة أن السمنة تزيد أيضا من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم، وهما عوامل خطر منفصلة في ذاتها.
على الرغم من عدم وضوح السبب الدقيق وراء زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، إلا أن الدراسات تشير إلى أن السمنة قد تؤدي إلى التهابات داخلية في الجسم، والتي تعتبر عاملا مساهما في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أسلوب حياة خامل
تشير مؤسسة القلب البريطانية (BHF) إلى أن نمط الحياة الخامل، حيث يقضي الفرد الكثير من الوقت في سلوكيات تستهلك القليل من الطاقة، قد يكون عاملا خطرا للإصابة بأمراض القلب. ويظهر أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والدورة الدموية بنسبة تصل إلى 35%، وذلك عبر مساهمته في التحكم في ضغط الدم وتقوية القلب، إلى جانب دوره في إدارة مستويات الجلوكوز في الدم.
داء السكري وأمـراض القلب
يتسبب كل من مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ينتج مرض السكري عن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وعلى مدى فترات طويلة، قد يتسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم في تلف الأعصاب التي تسيطر على عمل القلب والأوعية الدموية، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض. ويشار أيضا إلى أن مرض السكري يزيد من خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول وضغط الدم، وكليهما يعززان من فرص الإصابة بأمراض القلب.
ارتفاع الكوليسترول
أشار الدكتور دانييل سادو، الاستشاري في أمراض القلب في مستشفى لندن بريدج ورئيس برنامج التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (MRI) في مستشفى كينغز، إلى أن مرض الشريان التاجي يعتبر أحد أشهر أنواع أمراض القلب. وقد شرح سادو في تصريح لـ “لايف ساينس” أن هذا المرض يتسبب في انسداد الشرايين التاجية، التي توفر الدم لعضلة القلب، بفعل تراكم الرواسب الدهنية المعروفة بتصلب الشرايين. وأوضح أن هذا الانسداد يمكن أن يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى عضلة القلب، مما يؤثر على وظيفتها.
تتسبب البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، المعروفة بالكوليسترول “الضار”، في تكوين هذه الرواسب في الشرايين. ويمكن أن يؤدي تراكمها في الشرايين إلى زيادة الضغط على القلب بتقييد تدفق الدم.
الجينات
يمكن أن تشكل جينات الفرد عامل خطر في الإصابة بالتهاب عضلة القلب،.. وهو مصطلح يستخدم لوصف الأمراض التي تؤثر على عضلة القلب. وفقا للدكتور دانييل سادو، استشاري أمراض القلب في مستشفى لندن بريدج،.. فإن هناك تشكيلات متنوعة لالتهاب عضلة القلب. يشير سادو إلى أن الأسباب في كثير من الأحيان تكون وراثية، حيث يمكن أن تكون عضلة القلب سميكة بشكل مفرط أو أن تعاني من ضعف في عملية الانقباض أو التصلب، مما يجعلها تواجه صعوبة في الاسترخاء عندما تمتلئ بالدم.
تظهر هذه الأمراض بأشكال مختلفة، ويصعب علاجها بشكل كامل. ومع ذلك، يمكن تخفيف الأعراض وخفض خطر الإصابة بقصور القلب من خلال بعض العلاجات. وتشمل هذه العلاجات، وفقا لمؤسسة القلب البريطانية، تقليل تناول الكحول، واستبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة،.. وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتقليل مستويات التوتر.
قد يكون الموت المفاجئ هو أول علامة تشير إلى إصابة الشخص بالتهاب عضلة القلب الوراثي. يشاهد هذا الوضع بشكل خاص في الرياضيين المحترفين، مما دفع العديد من المنظمات الرياضية النخبوية إلى إجراء فحوصات منتظمة للقلب لأعضائها.
أمـراض القلب والجنس
قال الدكتور دانييل سادو إن مرض الشريان التاجي يعد واحدا من أكثر أنواع أمراض القلب انتشارا،.. حيث يتسبب في وفاة رجل من كل 8 رجال وامرأة واحدة من كل 14 في الولايات المتحدة. وفقا لجونز هوبكنز ميديسن، تشترك النساء والرجال في العديد من عوامل الخطر لأمراض القلب،.. ولكن تظهر بعضها بشكل أكثر تأثيرا على النساء،.. مثل ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون قبل انقطاع الطمث، وزيادة ارتفاع ضغط الدم أثناء انقطاع الطمث، والتوتر والاكتئاب.
يمكن أن يكون ضعف الانتصاب مؤشرا مبكرا على احتمالية إصابة الرجل بأمراض القلب والأوعية الدموية،.. وفقا لدراسة نشرت في المجلة العربية لجراحة المسالك البولية عام 2013. وأشارت المراجعة إلى أن الرجال الأصغر سنا الذين يعانون من ضعف الانتصاب ولكن لا يظهر لديهم أعراض قلبية يكونون عرضة لخطر متزايد بشكل ملحوظ.
ويتجلى ظهور علامات إصابة الرجال بأمراض القلب قبل النساء بمتوسط عشر سنوات،.. وفقا لاستعراض أُجري عام 2010 في مجلة القلب الهولندية.
السن
العمر هو عامل خطر آخر لأمـراض القلب خارج نطاق سيطرة الفرد. قال الدكتور جون وايت،.. كبير المسؤولين الطبيين في WebMD: “غالبا ما يكون الإصابة بأمراض القلب لدى الرجال في الخمسينيات من العمر وللنساء في الستينيات من العمر”.
وفقا لمركز السيطرة على الأمراض، يموت اثنان من كل عشرة أشخاص بسبب أمراض القلب التاجية قبل سن 65 عاما.
الإجهاد
الإجهاد يمكن أن يكون عاملا مساهما في ظهور مشاكل قلبية في سنوات أصغر. يعود ذلك جزئيا إلى أن التوتر يمكن أن يرتبط بارتفاع ضغط الدم. وفي هذا السياق، أشارت دراسة نشرت في عام 2017 في مجلة “ذ لانسيت” إلى أن الإجهاد يمكن أن يثير استجابة في الدماغ تؤدي إلى إرسال إشارات إلى نخاع العظم لإنتاج مزيد من خلايا الدم البيضاء، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث التهاب عام في الشرايين، وبالتالي تقليل تدفق الدم.