في ليلة مشحونة بالعواطف والتصرفات المثيرة، شهدت الجزائر احتفالات استثنائية بعد هزيمة منتخب المغرب في دور الستة عشر من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023. تحولت فرحة الجزائريين بخسارة أسود الأطلس إلى تجمّعات احتفالية، مرافقةً بالألعاب النارية والهتافات المثيرة للجدل والإهانات التي استهدفت الشعب المغربي.
تعتبر هذه الحوادث المؤسفة استمرارا للتوترات التي طالما شهدتها العلاقات بين الشعبين المغربي والجزائري. وترتبط هذه التوترات بشكل أساسي بالسياسة ووسائل الإعلام في الجزائر، التي لم تفوت الفرصة لتأجيج العنف والعداء.
لم تقتصر الاحتفالات على الشوارع فحسب، بل انتشرت أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول مقاطع فيديو تظهر لحظات الفرح والإساءة للمغرب ونعت الشعب المغربي بألفاظ عنصرية، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الرقمية.
وعلى الرغم من التصاعد الخطير لهذه الأحداث، فإن الاحتفالات لم تكن بدافع الروح الرياضية،.. بل كانت محملة بالعنف والعداء، حيث شهدت هتافات مسيئة مثل “أعطولو البانان، المغربي حيوان”. واستخدام المشروبات الكحولية في حرق قمصان اللاعبين المغاربة.
يظهر هذا السلوك المشين الذي اتبعه بعض الأفراد تعمق الفجوة بين الشعبين،.. ويرسم صورة مأساوية للعلاقات الثقافية والرياضية بين البلدين. ما يطرح السؤال عما إذا كان هذا الانفعال العنيف يعكس مشاعر فردية أم توجها ناجما عن تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن مباراة ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الجنوب أفريقي يوم أمس الثلاثاء،.. انتهت “بافانا بافانا” على “أسود الأطلس” بنتيجة 2-0، لتتأهل إلى الدور ربع نهائي للبطولة.
على إثر هذه الهزيمة، قرر المدرب الوطني وليد الركراكي تحمل المسؤولية مباشرة،.. وأبدى استعداده للتنازل عن منصبه بعد “الفشل في التأهل لنصف النهائي كما هو متفق عليه في عقده” مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.