الأكثر مشاهدة

اعتداء على سيدة ودهسها في سلا.. توقيف الجناة والتحقيق مع سائق الحافلة

حي الواد حيث تتقاطع الأزقة، وتتشابك الحكايات، كسر صمت بعد ظهر الجمعة 11 أبريل، بصيحات استغاثة أطلقتها سيدة كانت تسير في وضح النهار، قبل أن تجد نفسها محاصرة بين خوفين: شفرة سكين، وعجلات حافلة عابرة.

فيديو مدو، لا يتجاوز ثواني معدودات، أشعل مواقع التواصل، ووحد صدمة الرأي العام: سيدة تسقط أرضا، تسلب حقيبتها، ثم تدهس بلا رحمة. وما زاد الطين ظلمة، أن سائق الحافلة التي مرت فوقها لم يتوقف… لم يلتفت… لم يحرك ساكنا.

على الفور، تحركت فرقة مكافحة العصابات التابعة لقطاع الفتح العيايدة بسلا. الفيديو كان المفتاح،.. لكن البصمات على الأرض هي من قادت إلى الخيط الأول: شخصان، أحدهما معروف بلقب “ولد عويطة”، والآخر شريكه في الجريمة. اختفيا سريعا، كأن الأرض ابتلعتهما، لكن الأرض لا تصمت طويلا…

- Ad -

عملية ترصد محكمة،.. بعيون لا تنام، امتدت إلى ضواحي المدينة، وتحديدا منطقة بن عويش. وهناك، حيث ظن الفاران أن العتمة ستحميهما، باغتهما رجال الأمن. القبض تم دون مقاومة. وكأنهما استسلما لقدر رسمته عدالة غاضبة.

لكن القصة لم تنته بتوقيف المعتديين. التحقيق طال أيضا سائق الحافلة ذاك الذي مر بجوار الإنسانية دون أن يراها.
تم الاستماع إليه،.. على خلفية الاشتباه في خرق واجب تقديم المساعدة لشخص في خطر، وهو خرق أخلاقي وقانوني على حد سواء.

اليوم، وضع الموقوفان تحت تدبير الحراسة النظرية، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، في انتظار استجلاء كل تفاصيل الجريمة التي هزت سلا، وزرعت الرعب في حي بأكمله.

في الأثناء، لا تزال الضحية تتعافى، ليس فقط من جرح القدم، بل من صدمة النهار الذي أصبحت فيه هدفا معلنا للعنف، وسط مدينة مكتظة، وأعين كثيرة… بعضها لم ير، وبعضها اختار ألا يرى.

مقالات ذات صلة