توصلت دراسة جديدة إلى أنه يمكن للأشخاص تقييم فرص إصابتهم بالخرف بناء على خمس سمات شخصية محددة.
الخرف هو مجموعة من الأعراض المرتبطة بالتدهور المستمر في أداء الدماغ. هناك العديد من الأسباب المختلفة والعديد من الأنواع. تقول هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة: “من الطبيعي أن تتأثر ذاكرتك بالإجهاد والتعب وبعض الأمراض والأدوية. ولكن إذا كنت تعاني من النسيان بشكل متزايد، خاصة إذا كان عمرك يزيد عن 65 عاما، فمن الجيد التحدث إلى الطبيب العام حول العلامات المبكرة للخـرف”.
تظهر الأبحاث أن هناك أكثر من 944000 شخص في المملكة المتحدة يعانون من الخرف. يعاني واحد من كل 11 شخصا فوق سن 65 عاما من الخـرف في المملكة المتحدة. يتزايد عدد الأشخاص المصابين بالخرف لأن الناس يعيشون حياة أطول. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030، سيصل عدد الأشخاص المصابين بالخرف في المملكة المتحدة إلى أكثر من مليون شخص.
أجرى الباحثون في جامعة كاليفورنيا دراسة تشير إلى أن الأشخاص الأكثر إيجابية هم أقل عرضة للإصابة بالخـرف. ودرس العلماء 44 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 49 و81 عاما، وقاموا بتقييمهم على أساس خمس سمات شخصية – الضمير، والانبساط، والانفتاح على الخبرة، والعصابية، والقبول.
إذا كنت تتصف بهذه السمات فإنك معرض للإصابة بالخرف
وفي الوقت ذاته، يظهر أن الأشخاص الذين يتمتعون بسمات أكثر سلبية، مثل كونهم عصبيين، أو أقل قبولا،.. أو منفتحين على تجارب جديدة، أو عرضة للغضب والقلق، أو مفرطي الضمير، يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف. وفيما يتعلق بذلك، قال إيموري بيك، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة كاليفورنيا: “عادة ما يعتقد أن الشخصية ترتبط بمخاطر الإصابة بالخـرف من خلال السلوك، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون الأفراد الذين يظهرون وعيا عاليا أكثر عرضة لتناول الطعام بشكل جيد والاعتناء بصحتهم، مما يؤدي إلى تحسين الصحة على المدى الطويل.”
ومع ذلك، فإن مفاجأة العلماء كانت في عدم وجود أي ارتباط بين سمات الشخصية والأمراض العصبية أو مرض الدماغ عند دراستها بعد الموت. يعتقد الباحثون أن السمات الشخصية قد تلعب دورا في كيفية التعامل مع الإعاقات والتغلب عليها، سواء كان الأفراد على دراية بها أم لا.
تم أيضا فحص عوامل أخرى حول خطر الإصابة بالخرف، مثل العمر والجنس والتعليم،.. ولكن لم تظهر أي صلة بين هذه العوامل ومرض الخرف، على الرغم من أنه لوحظ أن الوعي يزداد مع التقدم في العمر. يشير البروفيسور بيك إلى أن هذه الدراسة تمثل خطوة أولى نحو فهم العلاقة بين الشخصية ومخاطر الإصابة بالخرف.