كشفت دراسة حديثة أن السمنة المفرطة في مرحلة الطفولة يمكن أن تخفض متوسط العمر المتوقع بنحو النصف،.. مشيرة إلى أن فقدان الوزن يمكن أن يساهم في استعادة العديد من السنوات المفقودة.
أجري التحليل الذي قدم في المؤتمر الأوروبي للسمنة في البندقية بقيادة شركة سترادو الاستشارية لعلوم الحياة ومقرها ألمانيا،.. باستخدام بيانات من 50 دراسة قائمة حول السمنة لتقدير تأثير السمنة لدى الأطفال على حالات مثل مرض السكري من النوع الثاني ومتوسط العمر المتوقع. تضمنت الأبحاث أكثر من 10 ملايين شخص من مختلف دول العالم،.. بما في ذلك حوالي 2.7 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين عامين و29 عاما.
استخدم الباحثون مؤشر كتلة الجسم (BMI) z – الذي يقيس مدى انحراف وزن الشاب عن النطاق الطبيعي لعمره وجنسه – لتقدير مدى السمنة لدى الأطفال. وكلما ارتفعت درجة مؤشر كتلة الجسم z،.. زاد وزن الطفل. وجد الفريق أن الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة في سن الرابعة – مع مؤشر كتلة الجسم Z يبلغ 3.5 – كان متوسط العمر المتوقع لديهم 39 عاما إذا لم يفقدوا الوزن.
وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم z بمقدار 2.0 لديهم متوسط عمر متوقع يقدر بـ 65 عاما دون فقدان الوزن، بينما الأطفال الذين لديهم درجة 2.5 لديهم متوسط عمر متوقع يبلغ 50 عاما. وكشفت الأرقام التي نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية في يناير،.. أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة في المملكة المتحدة في الفترة من 2020 إلى 2022.. كان 78.6 عاما للذكور و82.6 عاما للإناث.
السمنة المفرطة لدى الأطفال تضاعف خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
وقال الدكتور أورس فيدمان من شركة سترادو: “في حين أنه من المقبول على نطاق واسع أن السمنة لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والحالات المرتبطة بها مثل مرض السكري من النوع 2، وأنها يمكن أن تقلل من متوسط العمر المتوقع، إلا أن الأدلة على حجم التأثير غير مكتملة”. وأضاف: “إن الفهم الأفضل للعواقب طويلة المدى والعوامل المؤدية إليها يمكن أن يساعد في توجيه سياسات الوقاية وأساليب العلاج، وكذلك تحسين الصحة وإطالة العمر”.
وجد الفريق أيضا أن الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة في سن الرابعة كانوا أكثر عرضة بنسبة 27% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بحلول سن 25 عاما، و45% بحلول سن 35 عاما. وبالمقارنة، فإن الأطفال الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم Z بمقدار 2 في سن الرابعة لديهم فرصة بنسبة 6.5% للإصابة بمرض السكري من النوع 2 بحلول سن 25 و22% بحلول سن 35.
استخدم الباحثون نماذجهم لتحديد تأثير فقدان الوزن. فالأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة في سن الرابعة،.. أو مؤشر كتلة الجسم Z يبلغ 4.0 – والذين لا يفقدون الوزن،.. كان متوسط العمر المتوقع لديهم 37 عاما ويواجهون خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 55%. ومع ذلك، إذا تم تخفيض مؤشر كتلة الجسم إلى 2.0 بحلول سن السادسة،.. ارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 64 عاما وانخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 إلى 29%.
أكد الدكتور فيدمان: “إن تأثير السمنة لدى الأطفال على متوسط العمر المتوقع عميق. ومن الواضح أن السمنة لدى الأطفال يجب أن تعتبر مرضا يهدد الحياة”. وأشار إلى أن “من المهم ألا يتم تأجيل العلاج حتى ظهور مرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرها من العلامات التحذيرية،.. بل يجب أن يبدأ العلاج مبكرا”. وختم بقوله: “التشخيص المبكر يجب أن يحسن نوعية الحياة وطولها”.