لم يكن أحد من المارة بشارع الجيش الملكي في الدار البيضاء يتوقع أن يشهد زوال يوم السبت مشهدا يهز المشاعر ويفضح جانبا مظلما من الواقع الاجتماعي، بعدما تم العثور على ج..ثة رضيع حديث الولادة مرمية وسط حاوية نفايات.
الصدمة كانت مضاعفة بالنسبة لأحد المواطنين الذي كان يبحث وسط النفايات، قبل أن يكتشف ما يشبه جسما ملفوفا، ليتبين بعدها أنه جثمان صغير لطفل لا تتجاوز أيام ولادته، في واقعة أعادت إلى الأذهان جرائم التخلي عن الأطفال دون رحمة.
وفور تناقل الخبر، هرعت مصالح الأمن الوطني مرفوقة بالسلطات المحلية إلى عين المكان، وتم تطويق المنطقة لفتح تحقيق ميداني عاجل تحت إشراف النيابة العامة المختصة. الإجراءات شملت جمع الأدلة من محيط الحاوية، وكذا الاستماع إلى بعض سكان الحي الذين سادت بينهم حالة من الذهول والاستنكار.
من جهة أخرى، تم نقل ج..ثة الرضيع إلى مستودع الأموات من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، للكشف عن الأسباب الحقيقية للوفاة، وما إذا كان قد فارق الحياة قبل التخلي عنه أم تعرض لعنف أو اختناق متعمد.
الفاجعة تطرح من جديد أسئلة قاسية حول واقع الأمهات العازبات، والهشاشة النفسية والاجتماعية التي تدفع البعض إلى ارتكاب أفعال بهذا الحجم من القسوة. كما تفتح الباب أمام النقاش حول غياب مؤسسات الاحتضان والإيواء التي كان من الممكن أن تمنع كارثة كهذه.
التحقيق لا يزال جاريا، فيما تنتظر العدالة الإجابة عن سؤال واحد يختصر المأساة: من ألقى بالرضيع إلى هذا المصير البشع؟