لم يكن يعلم الشاب، الذي غادر منزله صباح الأربعاء، أن خطواته الأخيرة ستكون على مقربة من ورش توسعة ملعب مراكش، ولا أن آلة عملاقة ستخطف حياته دون سابق إنذار.
في مشهد مأساوي اهتز له الشارع المراكشي، لقي شاب في الثلاثينيات من عمره مصرعه ظهر اليوم الأربعاء، بعدما دهسته جرافة تابعة لأشغال توسيع محيط الملعب الكبير بمراكش، على الطريق الرابطة بين مراكش والدار البيضاء، وبالضبط قرب وحدة “جودة” لإنتاج الحليب.
الضحية، الذي ينحدر من منطقة سيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة، لم يكن سوى مار بسيط قرب الورش، حين باغتته الجرافة أثناء عملية حفر، لترديه قتيلا في الحال، وسط ذهول المارة والعمال بالمكان.
الموقع الذي شهد الحادثة يعرف منذ أسابيع حركة مكثفة في إطار أشغال التهيئة المرتبطة بتحضيرات المغرب لاستقبال تظاهرات رياضية دولية، من بينها كأس العالم 2030، لكن هذه الدينامية لم تكن مصحوبة، على ما يبدو، بأبسط مقومات السلامة سواء للعمال أو الراجلين.
ما يزيد من وطأة الفاجعة أن هذا الحادث الدموي ليس الأول من نوعه داخل نفس الورش. ففي أقل من شهرين، سجلت وفاة عامل إثر سقوط مميت أثناء مزاولة مهامه، ما يطرح علامات استفهام حقيقية حول تدبير السلامة المهنية وظروف العمل داخل هذا المشروع الضخم.
السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي حضرت بسرعة إلى مكان الحادث، حيث تم تطويق المنطقة وفتح تحقيق عاجل بإشراف النيابة العامة. كما نقلت جثة الهالك إلى مستودع الأموات بمراكش، في انتظار إخضاعها للتشريح الطبي، واستكمال الإجراءات القانونية.
مع تنامي وتيرة الأشغال المرتبطة بالمشاريع الكبرى في مدن المملكة، أصبح من الضروري، وفق ما يؤكد العديد من الفاعلين المدنيين، فرض رقابة صارمة على ظروف العمل داخل الأوراش، ومحيطها الذي قد يتحول إلى مصيدة للمواطنين.