وسط ترقب دولي وقلق من اندلاع حرب شاملة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صباح الثلاثاء أن إيران وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق “كامل ونهائي” لوقف إطلاق النار، بعد 12 يوما من التصعيد العسكري الخطير بين الطرفين، على خلفية هجمات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية إيرانية وقادة بارزين في الحرس الثوري.
الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، جاءت بعد ساعات فقط من قصف متبادل دموي، أسفر عن مقتل تسعة أشخاص في إيران وخمسة في مدينة بئر السبع الإسرائيلية، في واحدة من أكثر موجات التصعيد خطورة بين البلدين منذ عقود.
في منشور على منصة “تروث سوشال” التابعة له، أكد ترامب أن وقف إطلاق النار بات ساري المفعول، مشيدا بما وصفه بـ”النجاح الكامل” للجهود الأمريكية في نزع فتيل الحرب، قبل أيام من مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي بهولندا، حيث سيعرض رؤيته الخاصة بـ”مزيج من الحزم والدبلوماسية” التي قادت، حسب زعمه، إلى هذه النتيجة.

ضربة إيرانية لقاعدة أمريكية تشعل الوساطة
وكانت إيران قد ردت مساء الاثنين على الغارات الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، بقصف محدود طال قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، دون تسجيل إصابات. هذه الخطوة دفعت البيت الأبيض إلى التحرك العاجل لتفادي اتساع رقعة الحرب.
مصادر في البيت الأبيض كشفت أن نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف أداروا اتصالات سرية ومباشرة مع الإيرانيين، فيما لعبت قطر دورا محوريا في الوساطة. ووجه ترامب رسالة شكر لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على “دوره الحاسم” في إنجاح الهدنة، مضيفا أن الدوحة كانت أيضا عنصرا فعالا في الوساطة بين إسرائيل وحماس في حرب غزة.
رغم الغارات الأمريكية التي دمرت أجزاء من البنية النووية الإيرانية، إلا أن الغموض لا يزال يلف كمية المواد الانشطارية المتبقية لدى طهران، وما إذا كانت ستواصل طموحاتها النووية بعد هذه الضربة. إدارة ترامب طالبت طهران رسميا بوقف تخصيب اليورانيوم كشرط لأي سلام دائم.
ورغم تبادل الإعلانات بين طهران وتل أبيب بشأن الالتزام بالهدنة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر من أن بلاده سترد “بقوة” على أي خرق للاتفاق. وهو تصريح يعكس هشاشة الوضع، وإمكانية عودة الاشتباك في أية لحظة، خصوصا في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني في المنطقة.