بادرت المديرية العامة للأمن الوطني إلى اتخاذ قرار استثنائي يحمل أكثر من دلالة، بعد حادثة مأساوية شهدتها منطقة الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، حيث أصيب أحد رجال الشرطة بجروح بليغة خلال تنفيذ مهمة أمنية حساسة.
الشرطي الذي يعمل ضمن الفرقة المتنقلة للدراجين تعرض لحادثة سير عمدية بعدما أقدم أحد المشتبه فيهم على دهسه عمدا أثناء محاولة عناصر الأمن توقيفه. المعني بالأمر كان مبحوثا عنه بموجب عدة مذكرات على الصعيد الوطني بتهم تتعلق بالاتجار في المخدرات والمشروبات الكحولية بدون ترخيص.
المشتبه فيه لم يتردد في اللجوء إلى العنف وركوب الخطر للإفلات من قبضة الأمن، لكنه لم يفلح، إذ جرى توقيفه بعين المكان فور ارتكابه الفعل الإجرامي، ليُوضع تحت تدبير الحراسة النظرية في انتظار عرضه على أنظار العدالة.
في المقابل، تم نقل رجل الأمن المصاب إلى مصحة خاصة لتلقي العلاجات الضرورية، إذ لا يزال تحت الرعاية الطبية بعد الإصابات الخطيرة التي لحقت به.
رد المديرية العامة لم يتأخر
المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي أصدر قرارا بترقية استثنائية للضابط المصاب، إذ تم منحه رتبة “ضابط أمن ممتاز”، في اعتراف رسمي بما أبان عنه من تضحية وتفان وحس مهني عال، وهو القرار الذي تم تفعيله يوم الجمعة 13 يونيو.
هذه الترقية، حسب مصدر أمني، جاءت تطبيقا لمقتضيات المادة 29 من النظام الأساسي الخاص بموظفي الأمن الوطني، والتي تتيح منح ترقيات استثنائية لفائدة الموظفين الذين يتعرضون للإصابة أو المخاطر خلال أداء واجبهم المهني.
إلى جانب الترقية، تم توفير مواكبة طبية واجتماعية مكثفة للضابط المصاب، في خطوة تعكس العناية الخاصة التي تحرص عليها المديرية العامة في حق موظفيها. كما تجسد هذه الخطوة تقديرا للتضحيات المتواصلة التي يقدمها نساء ورجال الأمن الوطني، في ظل تصاعد التحديات الأمنية وتزايد المخاطر المرتبطة بمكافحة الجريمة المنظمة.