أثناء فترة الحمل، تتعرض النساء لمجموعة متنوعة من التحديات، بما في ذلك إدارة الوزن بشكل صحيح. فقدان الوزن الشديد أو زيادته بشكل مفرط قد يؤثر على صحة الأم والجنين. في هذا المقال، سنلقي نظرة على الحقائق المتعلقة بزيادة الوزن أو فقدانه خلال فترة الحمل ونقدم بعض النصائح الهامة.
ليس هناك توافق واضح حول مقدار الوزن الذي ينبغي للنساء اكتسابه خلال فترة الحمل. فالحاجات الغذائية والتغذوية تختلف من امرأة إلى أخرى، وهذا يعني أنه لا يوجد وزن “مثالي” ينطبق على الجميع.
وفقا لـ “التيليغراف” البريطانية، توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية بزيادة الوزن خلال فترة الحمل بمقدار 11.5 إلى 16 كجم للنساء ذوات مؤشر كتلة جسم صحي. وللنساء اللواتي يعانين من نقص الوزن، يمكن زيادة الوزن إلى 18 كجم. بينما يقترح على النساء ذوات مؤشر كتلة جسم مرتفع زيادة الوزن بمقدار 5-7 كجم.
وهذا مع مراعاة أن زيادة الوزن خلال الحمل ليست فقط ناتجة عن تناول الطعام، بل تتأثر بعوامل عديدة مثل حجم الجنين، والكيس السلوي، والمشيمة، وعوامل عمر الأم والجينات.
هل من الآمن إنقاص الوزن عندما أكون حاملا؟
تشير الدكتورة كايتلين دين، طبيبة عامة متخصصة في صحة المرأة، إلى أهمية توخي الحذر فيما يتعلق بفقدان الوزن الشديد خلال فترة الحمل. توضح دين أن هذا الأمر يمكن أن يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمرض التوحد وأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من حياة الطفل.
وتقول الدكتورة دين: “على الرغم من أن الغثيان خلال فترة الحمل يعتبر شائعا، إلا أنه إذا كانت الأعراض تؤثر سلبا على قدرتك على تناول الطعام وتلاحظين فقدان الوزن بشكل سريع، فيجب عليك مراجعة الطبيب وطلب المساعدة الطبية.”
ما هي المخاطر إذا اكتسبت الكثير من الوزن خلال فترة الحمل؟
هذا هو السؤال الذي يثير قلق العديد من النساء خلال فترة الحمل. تجد بعض النساء أن الغثيان الشديد يدفعهن إلى زيادة الوزن، كما هو الحال مع ميراندا دويل، الصحفية التي اكتسبت 28 كجم مع طفلها الأول. تقول دويل: “عانيت من غثيان الصباح الشديد وكنت أعتمد على تناول الطعام للتغلب عليه، مما أدى إلى زيادة وزني بشكل كبير خلال فترة الحمل”.
وبالرغم من توقعاتها بأنها ستفقد الوزن أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، إلا أنها وجدت أن الأمر لم يكن بهذه السهولة. تمكنت من فقدان بعض الوزن بسرعة نسبيا، ولكن استغرق الأمر وقتا طويلا ومجهودا كبيرا للتخلص من الباقي. وتضيف: “في الحمل التالي، كنت أتبع نظاما غذائيا صحيا وكنت ملتزمة بممارسة الرياضة بانتظام، مما ساعدني على الحفاظ على زيادة الوزن ضمن الحدود الموصى بها”.
من جانبها، تشير إيميلي أوستر، مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعا “توقع الأفضل”، إلى أن الثقافة الغربية غالبا ما تربط بين زيادة الوزن خلال الحمل ومشاكل السمنة في وقت لاحق للطفل، ولكن بعد البحث، لم تجد دلائل تدعم هذا الاتجاه.
وعلى الرغم من ذلك، يجب أن يؤخذ الوزن الزائد خلال الحمل على محمل الجد، حيث يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل سكري الحمل والولادة المبكرة وتسمم الحمل. وحتى إذا لم يكن لديك هذه المشاكل، فإن الوزن الزائد يمكن أن يجعل من الصعب عليك استعادة وزنك الطبيعي بعد الولادة، وهو أمر لا يرغب فيه أي أحد.
كيفية الحفاظ على وزن صحي خلال فترة الحمل؟
هذا هو السؤال الذي يشغل بال العديد من النساء خلال هذه المرحلة المهمة. تشير مارينا فوغل، المديرة التي تدير دورة ما قبل الولادة تسمى “The Bump Class”،.. إلى أهمية ممارسة الرياضة باستمرار. تقول فوغل: “من المهم أن تظلي قوية ومناسبة للمخاض، ولا ينبغي أن تحرمي نفسك من الطعام إذا كنت تشعرين بالجوع. أنصح دائما النساء بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة أربع مرات في الأسبوع،.. مع تنويع بين تمارين القلب وتمارين القوة”.
وتحذر فوغل من الاستمرار في ممارسة الرياضة في حالة الشعور بالتوعك أو وجود أي ألم،.. كما تنصح بتجنب ممارسة التمارين الرياضية التي قد تزيد من خطر السقوط، مثل ركوب الدراجات، خاصة في درجات الحرارة العالية. وتقول: “ينبغي أن تكون قادرة على استكمال المحادثات وألا تشعري بالتعرق بشكل ملحوظ”.
فيما يتعلق بالنظام الغذائي،.. يجب تجنب اتباع نظام غذائي مقيد للسعرات الحرارية أو قطع أي مجموعات غذائية هامة بهدف فقدان الوزن. يقترح تناول ثلاث وجبات صغيرة أو خمس وجبات صغيرة يوميا،.. مع التركيز على تقليل تناول الحلويات والمشروبات الغازية والكربوهيدرات البيضاء.
ويعتبر الكالسيوم أمرا هاما خلال فترة الحمل،.. ولذا ينصح بتضمين الزبادي كامل الدسم أو كوب من الحليب في النظام الغذائي اليومي. ويجب أيضا التأكد من توفر البروتين في كل وجبة، سواء كان ذلك من البيض أو اللحم أو السمك،.. لتجنب الرغبة الشديدة في تناول السكر. ويمكن تلبية الرغبة في الوجبات الخفيفة بتناول مثل زبدة الفول السوداني والتفاح أو المكسرات.