لم تكن أجواء العيد بدوار تكنفل التابع لجماعة إيمي نفاست بإقليم سيدي إفني كسائر المناطق، فقد تحولت ثاني أيام عيد الأضحى إلى صدمة جماعية بعد أن أقدم شاب على ارتكاب فعل مروع في حق والدته.
في مشهد وصفه سكان الدوار بالبشع، اعتدى شاب في نهاية العشرينيات من عمره على والدته المسنة، حيث قيدها بطريقة همجية، وانهال عليها بالضرب مستخدما أداة حادة، ما تسبب لها في إصابات خطيرة، من بينها فقء إحدى عينيها، قبل أن يلوذ بالفرار وسط ذهول الجميع.
الحادث استنفر السلطات المحلية والدرك الملكي، الذين باشروا حملة تمشيط واسعة في محيط الدوار، أسفرت عن توقيف الجاني بعد ساعات قليلة، دون أن يبدي أي مقاومة. وتبين من خلال التحقيقات الأولية أن المعني بالأمر، المزداد سنة 1996، يعاني من اضطرابات عقلية وسلوكية معروفة لدى الساكنة.
المصادر المحلية تؤكد أن الشاب سبق أن وضع أكثر من مرة بمستشفى الأمراض العقلية بتزنيت تحت إشراف السلطات، غير أن حالته ظلت تتدهور، وكانت والدته وحدها من تتكفل بتتبعه كلما غادر الدوار أو اختفى عن الأنظار.
واقعة اليوم، التي صادفت مناسبة دينية يفترض أن تكون للفرح والسكينة، تركت أثرا بالغ السواد في نفوس ساكنة الدوار، الذين طالبوا بضرورة توفير المتابعة النفسية للمرضى العقليين، وحماية الأسر من الانفجارات العنيفة التي قد تصدر عن بعضهم.
الضحية نقلت في وضع حرج إلى المستشفى الجهوي بكلميم، حيث تخضع للعلاج، في وقت فتحت فيه مصالح الدرك تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف ودوافع هذا الفعل الجرمي الخطير.