تحرك جديد تعرفه جهة البيضاء-سطات في مجال الترويج لمخططها التنموي الطموح، لكن هذه المرة من بوابة التواصل والدعاية، بعدما فازت شركة “ساغا” للتواصل بصفقة ضخمة لإنجاز خدمات إعلامية واستشارية لفائدة الجهة، بكلفة قاربت 8.1 مليون درهم.
الطريق إلى الفوز لم يكن سهلا. فقد سبق لمجلس الجهة أن فشل مرتين في إخراج هذه الصفقة إلى الوجود.
المرة الأولى كانت في أبريل 2023، حين طرحت صفقة بـقيمة 9.99 مليون درهم تحت رقم 3/2023/م.ج، قبل أن تلغى بسبب ملاحظات من الخازن الجهوي.
ثم أعيد إطلاقها من جديد في دجنبر من نفس السنة تحت رقم 15/2023/م.ج بمبلغ أقل هو 9.49 مليون درهم، لكن المنافسة انتهت أيضا دون نجاح.
تفاصيل الفوز في المحاولة الثالثة
في العرض الثالث، رقم 23/2024/م.ج، الذي فتح في 4 دجنبر 2024، نافست “ساغا” شركة “بي آر ميديا”، التي أقصيت بسبب أخطاء تقنية في الملف المالي والإداري.
وقدمت “ساغا” عرضا ماليا حدد في 8.1 مليون درهم، وهو أقل من المبلغ التقديري للجهة (8.96 مليون درهم)، لتظفر أخيرا بالصفقة.
مع مطلع سنة 2025، شرعت “ساغا” في تنفيذ بنود الصفقة، عبر خطة عمل إعلامية وتواصلية، توجت بتنظيم ندوة صحفية يوم الإثنين الماضي، بحضور رئيس الجهة عبد اللطيف معزوز وبعض أعضاء مكتبه.
اللافت أن الندوة سجلت غيابا بارزا لقيادات حزبية من الأحزاب الكبرى، مثل الاستقلال والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، ما ترك تساؤلات في الكواليس السياسية حول خلفيات هذا الغياب.
64 مليار درهم.. والحملة الترويجية تنطلق
الهدف المعلن من هذه الصفقة، حسب معزوز، هو الترويج الترابي لمشاريع الجهة التي تبلغ قيمتها الإجمالية 64.2 مليار درهم، منها 14 مليار مساهمة مباشرة من الجهة.
وتوزعت هذه الاستثمارات على عدة قطاعات منها الاقتصاد، التعليم، النقل، الصحة، الرياضة، الماء، البيئة، الثقافة، والتنمية القروية، إضافة إلى مشاريع أفقية بـ16.3 مليار درهم.
“جهة تتطور”.. شعار الاستراتيجية الجديدة
الخطة التواصلية التي أطلقتها “ساغا” تحمل شعار “جهة تتطور”، وتراهن على الترويج بالصوت والصورة، عبر الوسائل الرقمية والافتراضية والندوات، من أجل جعل جهة البيضاء-سطات قبلة للاستثمارات الوطنية والدولية.
لكن في المقابل، لا تخلو هذه العملية من انتقادات ضمنية حول كلفة الصفقة وتوقيتها، في ظل استحقاقات انتخابية تلوح في الأفق، مما قد يفتح النقاش مجددا حول حدود “التواصل المؤسساتي” ومتى يصبح واجهة انتخابية مموهة.