لم تكن ليلة أمس الجمعة عادية في دوار الزهارة التابع لجماعة القصر الصغير، إذ تحول هدوء المساء إلى فاجعة مدوية بعد انقلاب شاحنة لنقل مواد البناء، في حادث مأساوي أودى بحياة طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، وأدى إلى إصابة أربعة أطفال آخرين بجروح بليغة.
وبحسب شهادات استقتها “آنفا نيوز” من سكان محليين، فإن الشاحنة كانت تسلك طريقا ترابيا شديد الانحدار، عندما فقد سائقها السيطرة عليها بسبب عطب مفاجئ في نظام الفرامل. ووسط هذا الانفلات التقني، انقلبت المركبة بشكل عنيف في مسلك غير معبد، لتصطدم بالأطفال الذين كانوا متجمعين قرب الطريق في لحظة لم يتوقعوا أن تتحول إلى مأساة دامية.
فور وقوع الحادث، استنفرت عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية فرقها،.. حيث تم نقل المصابين على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بمدينة طنجة،.. بينما باشرت السلطات تحقيقا ميدانيا للوقوف على ملابسات الحادث، وتحديد الجهة المسؤولة،.. خصوصا ما يتعلق بالحالة الميكانيكية للشاحنة، وظروف تواجد الأطفال بمكان مرور المركبة.
الحادث زرع الرعب والحزن في نفوس سكان الدوار، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في قلب مأساة إنسانية،.. وهم يشاهدون براءة أطفالهم تدهس تحت أنقاض الإهمال والبنية التحتية المتردية. وقد عبر العديد منهم عن غضبهم من الوضع المزري الذي تعانيه المسالك الترابية بالمنطقة،.. مطالبين بتدخل عاجل من الجهات الوصية لإعادة تهيئة الطرق وتأمينها،.. خاصة أن هذه المسالك تستعمل بكثرة من قبل الشاحنات الثقيلة، مما يشكل تهديدًا دائمًا لحياة السكان.
ولم يتردد بعض الأهالي في وصف الطريق التي وقعت فيها الحادثة بـ”طريق الموت”،.. مشيرين إلى أنها تشهد يوميا مرور شاحنات من دون مراقبة تقنية كافية،.. وبأن الحادث لم يكن إلا نتيجة طبيعية لإهمال مزمن طالما حذروا منه دون جدوى.