شهدت مقاطعة عين السبع بمدينة الدار البيضاء صباح يوم الجمعة انطلاقة عملية هدم شاملة لأحد أعرق الأحياء العشوائية بالمدينة، المعروف محليا بـ”دوار بويه”، بعد عقود من المعاناة والتأجيل والمفاوضات المعقدة بين السكان والسلطات.
العملية تندرج ضمن مشروع إعادة إيواء الأسر التي ظلت تعيش في ظروف غير إنسانية وسط مساكن صفيحية تفتقر لأبسط شروط الكرامة، وهي الخطوة التي تعد جزءا من الورش الملكي المتواصل لإعادة تأهيل النسيج الحضري للعاصمة الاقتصادية وتحريرها من بؤر السكن غير اللائق.
كريم الكلايبي، النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع، وصف ما حدث اليوم بالمنعطف التاريخي، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق فقط بإزالة مساكن صفيحية، بل بفتح صفحة جديدة لسكان دوار بويه، الذين جرى نقلهم في وقت سابق إلى مساكن لائقة بمنطقة مولاي رشيد، بعد مشاورات طويلة مع الجهات الوصية.
وأكد الكلايبي على أهمية مواكبة هذه المرحلة الانتقالية بكل مسؤولية، داعيا الفاعلين المحليين والمؤسسات المنتخبة إلى تأمين انتقال سلس للسكان، ومواصلة الجهود من أجل تجسيد رؤية تنموية شاملة تضمن كرامة المواطن، وتعيد الاعتبار لمناطق طالها النسيان.
وقد تم اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لتنفيذ عملية الهدم تحت إشراف مباشر من السلطات المحلية، حيث جرت العملية في أجواء منظمة وهادئة، دون تسجيل أي احتجاجات أو اصطدامات، وهو ما يعكس نجاح المقاربة التشاركية التي اعتمدتها الجهات المعنية طيلة مسار الحوار مع سكان الحي.
دوار بويه، الذي كان يشكل أحد أبرز رموز الأحياء العشوائية في العاصمة الاقتصادية، يودع بذلك تاريخه الطويل، لتبدأ السلطات صفحة جديدة في إعادة هيكلة الحي وتوجيهه نحو مشاريع تنموية حديثة.