في ظل التحولات الاقتصادية والصناعية الكبرى التي يشهدها المغرب، يتجه قطاع اللوجستيك نحو مرحلة جديدة من التطوير، تعززها توسعة مركز “BLS لخيايطة”، الذي سيرفع مساحته الإجمالية إلى 55 ألف متر مربع بعد إضافة 33 ألف متر مربع جديدة إلى بنيته التحتية القائمة. هذه الخطوة تعكس الأهمية المتزايدة لهذا القطاع، خاصة في ظل تسارع وتيرة التحول الصناعي والتجاري بالمملكة.
وفي هذا السياق، أكد عبد الصمد قيوح أن قطاع اللوجستيك أصبح اليوم ضرورة ملحة لمواكبة تطور أنماط الاستهلاك، لا سيما في ظل الانتعاش المتزايد للتجارة الإلكترونية، مما يستدعي تعزيز البنية التحتية لضمان كفاءة تدفق السلع والخدمات وتحسين جودة التنقل في المناطق الحضرية.
المغرب يعزز بنيته اللوجستية: 2.1 مليار درهم استثمارا في 39 مشروعا جديدا
وأشار إلى أن الحكومة أعدت إطارا استثماريا محفزا لدعم هذا القطاع، حيث تتصدر اللوجستيك أولويات الميثاق الجديد للاستثمار، بهدف جذب رؤوس الأموال وتعزيز التنافسية الاقتصادية. كما يجري العمل على تهيئة مناطق لوجستية في مواقع استراتيجية، مما يعزز مكانة المغرب كمركز محوري في التجارة الدولية.
من جانبه، كشف منصف بالخياط، رئيس مجموعة Building & Logistic Services (BLS)، أن البرنامج الاستثماري الشامل لشركته خلال 2025 و2026 سيصل إلى 2.1 مليار درهم، موزعا على 39 مشروعا في 19 مدينة مغربية، ضمن رؤية تهدف إلى رفع كفاءة البنية التحتية اللوجستية.
ويشمل هذا الاستثمار بناء 12 منصة لوجستية جديدة، ما سيمكن من توسيع الطاقة الاستيعابية إلى 500 ألف موقع تخزين للبضائع. ويدخل هذا المشروع ضمن استراتيجية المجموعة لتعزيز قدرة المغرب التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من جهته، أعرب شيخ عمر سيلا، المدير الإقليمي لشمال إفريقيا والقرن الإفريقي في مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، عن دعم المؤسسة لتطوير “BLS”، مؤكدا أن هذه الشراكة تأتي في إطار مواكبة نمو الشركات المغربية وتوفير حلول مبتكرة لتحسين الخدمات اللوجستية وخفض تكاليفها.
وقد استفاد مشروع توسعة “BLS لخيايطة” من تمويل استراتيجي بلغ 370 مليون درهم من مؤسسة التمويل الدولية (IFC) بحلول نهاية 2024، إضافة إلى مساهمة صندوق الاستثمار الفرنسي STOA بمبلغ 300 مليون درهم، ما يعكس الثقة الدولية في مستقبل قطاع اللوجستيك المغربي.