تعتبر التمارين الرياضية والمشي جزءا أساسيا من أي رحلة إنقاص الوزن، حيث لا تساعد فقط في تحقيق هذا الهدف، ولكنها تلعب أيضا دورا فعالا في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، والسكري من النوع الثاني. ومع ذلك، يمكن أن يكون تحديد وقت مناسب للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أمرا غير سهل دائما.
رغم معرفتنا بالفوائد الصحية الكبيرة للتمارين الرياضية على الصحة البدنية والعقلية، إلا أن الحياة اليومية مليئة بالتحديات، مثل العمل وإعداد الطعام والاهتمام بالأطفال، مما يجعل من الصعب العثور على وقت لزيارة النادي الرياضي في كل وقت.
لتحقيق فقدان الوزن، يجب عليك حرق سعرات حرارية أكثر مما تتناوله، وهو ما يعرف بنقص السعرات الحرارية. يمكن لممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعزيز عملية التمثيل الغذائي، مما يساعدك على تحقيق نتائج فعالة في فقدان الوزن.
وقد أظهرت الدراسات أن الحصول على تمرين مناسب لا يتطلب بالضرورة الإنفاق الكبير على العضوية الشهرية في صالة الألعاب الرياضية. في الواقع، أشار أحد الأساتذة إلى أن المشي يمكن أن يكون أكثر فاعلية في تسريع عملية التمثيل الغذائي من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.
أوضح البروفيسور شين أومارا، الذي يعمل كأستاذ في أبحاث الدماغ التجريبية في كلية ترينيتي في دبلن، أهمية زيادة ممارسة المشي للأشخاص في عام 2020. أشار البروفيسور أومارا إلى أن الانخراط المنتظم في نشاط بدني منخفض المستوى يمثل مفتاحا لصحة جيدة، مشيرا إلى أن مسار الحياة اليومي يساهم بشكل أفضل في عملية التمثيل الغذائي للجسم من فترات قصيرة من النشاط البدني المكثف وغير المتكرر.
المشي لإنقاص الوزن: تمرين بسيط وفوائد عظيمة
عملية التمثيل الغذائي تعتبر العملية الكيميائية التي تحدث في جسم الإنسان للحفاظ على الحياة وضمان عمل الأعضاء بشكل صحيح. وتتطلب هذه العملية كمية كبيرة من الطاقة، وكلما زاد معدل التمثيل الغذائي لدى الشخص، زادت السعرات الحرارية التي يحرقها للحفاظ على وظائفه الحيوية.
وأوضح أومارا كيف أن الناس غالبا ما يبالغون في تقدير فوائد قضاء ساعة كاملة في صالة الألعاب الرياضية،.. خصوصا إذا كانوا غير نشطين بقية اليوم. وأشار إلى أن هذا النوع من السلوك قد يؤدي إلى ما يعرف بـ “الخمول الناتج عن ممارسة الرياضة”.
أشار البروفيسور إلى أن جسم الإنسان يستجيب للحركة بشكل أفضل عندما يتم توزيعها على مدى اليوم بشكل منتظم،.. بدلا من تكرار فترات مكثفة من النشاط. وفي هذا السياق، قال: “جسمك يعتبر أنك ذهبت للصيد واصطادت الحيوانات البرية وقتلتها وأنت جالس،.. ويمكنك الآن تناول الطعام. يقلل معدل الأيض لديك بالفعل”. ورغم ذلك، يرى البروفيسور أن نحن تطورنا لنكون متحركين بشكل منتظم، بدلا من الاندفاعات النشطة غير المتكررة. لذا، الجلوس لفترات طويلة، ثم القيام بجلسة رياضية مكثفة، ثم الجلوس مرة أخرى، لا يعكس “تطورنا كبشر”.
تشيد هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بالمشي كوسيلة “بسيطة ومجانية” لزيادة النشاط البدني وفقدان الوزن وتعزيز الصحة. وتشير إلى أنه قد يغفل أحيانا كتمرين رياضي،.. لكن المشي السريع يمكن أن يساعد في بناء القدرة على التحمل وحرق السعرات الحرارية الزائدة وتعزيز صحة القلب.
ويشدد على أنه لا حاجة للمشي لساعات طويلة يوميا،.. حيث تنص هيئة الخدمات الصحية الوطنية على أن المشي السريع لمدة 10 دقائق يوميا يمكن أن يحمل العديد من الفوائد الصحية،.. ويحسب ضمن الـ 150 دقيقة التي يفضل أداؤها من التمارين الأسبوعية.