في يوم سيظل محفورا في الذاكرة المغربية، صوتت اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو، يوم الأربعاء 10 دجنبر في نيودلهي، لصالح إدراج القفطان المغربي بما يحمله من فنون وصنعة ومعارف ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي. قرار تاريخي أنهى سنوات من محاولات التشويش والاستيلاء الثقافي، وأغلق الباب أمام حملة دعاية ممنهجة قادتها الجزائر خلال الشهور الأخيرة.
القرار جاء بعد توتر غير مسبوق داخل أروقة المنظمة، إذ كثفت الجزائر محاولاتها لعرقلة ترشيح المغرب عبر تعديلات وتصريحات استفزازية، رغم التوصيات الإيجابية التي أصدرتها هيئة التقييم لصالح الملف المغربي. ورغم عضويتها داخل اللجنة (2024-2028)، لم يكن بوسع الجزائر ممارسة أي “فيتو”، لأن آلية الإدراج تقوم على التوافق، لا على القوة العددية.
عرقلة بلا سند.. وسقوط جديد للجزائر داخل اليونسكو
الجزائر كانت الدولة الوحيدة، من بين 32 ملفا معروضا، التي حاولت عرقلة ترشيح دولة من نفس المجموعة العربية. خطوة وصفت داخل المنظمة بالسابقة، وأثارت استغراب الوفود المشاركة.
وحاول الوفد الجزائري، بقيادة سفيره في نيودلهي عبد النور خليفي، القيام بمناورة غريبة عبر محاولة تغيير عنوان ملف جزائري قديم بإضافة كلمة “قفطان”، في محاولة لتقديمه كعنصر مسجل قبل المغرب. مناورة انتهت بسقوط مذل ورفض قاطع.
هذا التعثر يأتي بعد سلسلة إخفاقات دبلوماسية، منها عجز الجزائر في 31 أكتوبر عن منع التصويت لصالح مبادرة الحكم الذاتي، ثم خروجها دون أصوات خلال انتخابات المجلس التنفيذي لليونسكو في نونبر.
القفطان… من لباس تقليدي إلى رمز سيادي
إدراج القفطان ليس مجرد اعتراف ثقافي؛ إنه تثبيت لهوية عمرها أكثر من اثني عشر قرنا. فصنعة القفطان، برمزيتها وعمقها التاريخي، أصبحت اليوم جزءا من القوة الناعمة للمغرب. ومع هذا الاعتراف الدولي، يتوقع أن يزداد إشعاع القفطان داخل المغرب وخارجه، بدعم مصممين أعادوا له بريقه وقدرته على المنافسة عالميا.
ورغم الضجيج السياسي الذي رافق الملف، يختار المغاربة اليوم الاحتفاء بالحدث بعيدا عن المناورات. فالقفطان تجاوز حدود الخلافات، ليكرّس نفسه كعنوان عميق للهوية المغربية، وكسفارة ثقافية تتنقل عبر العواصم والأجيال.
10 دجنبر 2025 لن يكون يوما عاديا… إنه تاريخ انتصار ثقافي ورمزي للمغرب، وانتصار للحرفيين والصناع والمصممين الذين حافظوا على هذا الفن قرونا طويلة، حتى وصل إلى قائمة التراث الإنساني.


