بدأت هذا الأسبوع الأشغال الأولى لهدم وإعادة بناء سوق المنصور بمقاطعة سيدي البرنوصي، أحد أقدم الفضاءات التجارية في المنطقة، وذلك بعد سنوات من الجمود والوعود المؤجلة التي أثارت الكثير من التساؤلات في صفوف التجار والساكنة.
المشروع الذي انتقل من رفوف الاجتماعات إلى أرض الواقع، أسند تنفيذه لشركة “الدار البيضاء للتهيئة”، بعدما تم تجاوز أبرز العقبات القانونية، وفي مقدمتها تسوية الوضعية العقارية للموقع بالتنسيق مع إدارة أملاك الدولة، مما مهد الطريق أمام انطلاقة رسمية وملموسة.
هذا الورش يأتي كجزء من اتفاقية شراكة واسعة تشمل ثلاثة أسواق مركزية في مقاطعة سيدي البرنوصي: سوق طارق، وسوق القدس، وسوق المنصور. وتهدف هذه المبادرة إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية للأسواق الشعبية وتحسين ظروف الاشتغال للتجار، الذين ظلوا لسنوات يعانون من تدهور المرافق وغياب الحد الأدنى من الجودة في التجهيزات.
وقد تمت المصادقة على المشروع من قبل عدد من الهيئات المنتخبة، وعلى رأسها مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي، ومجلس جماعة الدار البيضاء، بالإضافة إلى مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، ومجلس عمالة الدار البيضاء، ما يعكس التزامًا جماعيًا بضرورة النهوض بهذه الفضاءات التجارية.
ومن المنتظر أن يشكل هذا المشروع نموذجا يحتذى به في باقي المقاطعات، خصوصا في ظل وجود تجارب مماثلة تم إطلاقها مؤخرا، مثل إعادة تأهيل سوق بئر لحلو بمنطقة اسباتة، وهو ما يبشر بمرحلة جديدة من التنظيم الحضري لأسواق المدينة، تضمن كرامة التاجر وسلامة المستهلك في آن واحد.